في الحقيقة …..بقلم أحمد إسماعيل

في الحقيقة
أنا لست أنا
أنا مرآة لا تظهر إلا خيالا وهميا
أنا محتال محترف
لا أوفر أي فرصة سانحة
و مهما كانت الصعوبات المحيطة
أتقدم خطوة خطوة
و لا أترك مجالا للتراجع
أنصب الفخاخ في السهول
في الغابات
في الطرقات المعبدة والوعرة
و أترك الباقي لجبل قلبي الشاهق
هو مؤمن بأن الأحاسيس ستتعب قبل بلوغ قمته
ثم تعود مع الرياح حملتها
ألم تصدق
هاهو الليل الآن يشاركني المتعة
يغري كل ما حولي بالسكون
و أنا أغلق نوافذ الضجيج
و أدندن في أذن التوترات حتى تنام
ثم أتفرغ لنصب الشراك
أحفر حفرة عميقة
ثم أغطيها بما تيسر من مجاز الكلام
ففي دروب المجاز ينبت الأمل
و الأمل زهر الحقيقة النابت بين أشواك المستحيل
لذلك
أشعلت مصابيح المستحيل
وسكبت الكثير من الزيت أمامها
أتأمل من بعيد
كل الصور التي كانت تؤلمني
سقطت
كل الأشياء التي تثير الحنين
سقطت
الذكريات المشبعة بعطر الأمل
سقطت
و الزمان الذي صرف عليها
سقط
و المكان الذي زخرف بها
سقط
ضحكت …رقصت
و أنا أردمها بالتراب
كان الدفن سريعا
لم أعر الذكريات أي لحظة استرحام
أشعلت سيجارة بعدها
و تركت نفسي تتحول إلى رماد
وحين هجم علي النوم
استسلمت
وحدها الأحلام لم تمت
تركت نبضي و أناي يتجرعان الويل
في حلم شوق محترق








