سِفرُ الضياع الجميل …زكريا شيخ أحمد / سوريا
سِفرُ الضياع الجميل
( نص صوفي)
يا مطلعَ السرّ الذي تتكسّرُ عند بابهِ الخطوات…
يا نوراً يذوبُ فيه الوقتُ
فتتلاشى الحدودُ بين البارحة و الآتي
قد ضلّ قلبي في دروبِ هواكَ
فصار لا يعرفُ من العالمِ إلّا اسمك.
غريبٌ أنا…
لكنّ الغربةَ حين تكون في سبيلكَ
تصيرُ وطناً من أنفاس خفيّة .
أمشي إليكَ و ثقلُ الشوقِ على كتفي
كأنّي يعقوبُ آخر
يفتشُ عن يوسفٍ قد خبّأتهُ الحكمةُ في الغيب.
و أبكي و لا أدري هل الدمعُ حنينٌ
أم مفاتيحُ بابٍ ينفتحُ نحوك.
يا جمالاً لو تنفّسَ لأسكرَ الأكوان
و يا سرّاً لو تجلّى لذابَ فيه كلُّ وجع ،
أوقدتَ في داخلي شمعةً لا تنطفئ
و كلما حاولتُ إخمادها
اشتعلتْ بذكركَ أكثر.
خذ بيدي…
فإني تعبتُ من الانتظار
و لم يبقَ في روحي إلا خيولٌ من لهفةٍ
تركضُ نحو وعدكَ القديم.
يا أنت…
يا أنسَ من لا أنيسَ له،
دعني أضيعُ فيكَ
فما عرفَ القلبُ الراحةَ يوماً
إلا حين ضاع.









