كتاب وشعراء

فوبيا …..بقلم بدوي الدقادوسي

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

ما إن أسجى اللحاد جسدي حتى سمعت صوتا أقرب لصوت جدي يسألني : فيم أنت شارد يا ولدي؟
– فيمن تركتهم ؛وماذا سيقولون عني ؟ أليس غريبا يا جدي أن يقرأ الكل كلمات العزاء فيمن مات إلا هو؟
– لأنه انتقل من عالم الباطل لعالم الحق ؛ فانشغِل بما ستقوله حين يسألونك من ربك؟ وردد الإجابة فسيأتيانك حالا.
لم يكد يتم كلماته حتى أحسست بيدين حانيتين تقعداني وصوت رقيق يسألني : من ربك؟
– قلت بلا تردد : حين كنت طفلا قالوا : جمال عبد الناصر ؛ وحين صرت صبيا غيروا المناهج ليؤكدوا أنه السادات ؛ وحين صرت يافعا أكدوا أنه حسني مبارك ؛ ولما صرت كهلا قالوا : أزيلوا ما أصاب المناهج من حشو ؛ جددوا الخطاب ، فليس قبل السيسي أحد ، مال جدي هامسا : أنسيت يا ولدي ما أوصيتك به؟
– قلت باكيا : لا لم أنس ! فجواسيسهم يرهفون السمع خارج المقبرة ؛لو قلت لا إله إلا الله محمد رسول الله ؛ فسيأخذون جثتي ؛ يعذبونها حتى تقر وتعترف بأني من صوب النار على ناصر في المنشية وأني من خطط لاغتيال السادات وأني من نفذ ؛ وأني من فجر كنسية القديسين وأني من فجر الكتدرائية .
فربت على كتفي ونظر الملكان نحوي ثم نظر كل منهما للآخر وقالا : اتركوه يستريح .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock