كتاب وشعراء

نورٌ يروي الظمأ……بقلم مريم حسين أبو زيد

بين طيات الوجود، حيث
تلتقي الأنفس وتتناغم الأرواح
أنت يا من حملتَ إلى قلبي أسمى معاني السمو والرفعة.
في عينيكَ لا يقطر بريق النجوم فحسب، بل ينبعث منه نورٌ يروي ظمأ الروح،
ويضيء مسالك الدرب حين تُظلم الآفاق.
أشتاقُ إليكَ اشتِياقًا يعلو فوق الزمن،
لا يُقاس باللحظات ولا يحدهُ غياب،
كأنما القلوب قد كتبت على جبين الأبدية لقاءها.
أتمنى لو تمسك يدي يدكَ،
فتصير المسافات بين الكائنات جسرًا من نور،
وأجد في لمستك دفئًا يذيب ثلوج الوحدة،
وحنانًا يروي قلبي العطشان إلى الأمان.
أنت النور الذي إن غاب، تدثر الكون في سدوله،
وإن حضر،امتلأتْ جوانحي ببَرَقة الأمل.
أنت الملاذ الذي تُرحل إليه روحي حين تَثْقُل الأسئلة،
وتجد فيه قلبي مرتاحًا،كما يرتاح الطير إلى وكره.
في حبك، لا توجد السعادة والسلام فقط،
بل أجدني أخلع عنّي أثقال العالم،
وأرتدي ثوبًا من الطمأنينة،
فيعود قلبي طفلًا يلعب في رياض اليقين.
أنت في أعماقي وطنٌ لا يُغَيّبه بعد،
وروحٌ لا تغادر قلبي مهما تقلبتْ أمامي الوجوه.
وفي أغوار الكينونة،
حيث تتلاقى الروح والنفس في رقصة سرمدية،
تكون أنت الشرارة التي أضاءت فضاءاتي الداخلية،
فانكشفتْ لي أغوارٌ لم أكن أعرفها في نفسي.
في حبك، أرى مرآةً صافيةً تعكس حقيقتي،
بدون تزويق أو خداع.
في عينيكَ،لا تقف عند بريقهما،
بل أقرأ فيهما أسرار الخليقة،
وألمح صفحات الكون المفتوحة.
أنت الملاذ الذي تذوب عنده الشكوك،
كما يذوب الثلج تحت شمس الربيع.
في روحك،ألمس السلام الذي يتسرب إلى كياني،
فيُعيد ترتيب عالمي على نغمة التوازن.
أنت النور الذي لا يقتصر على إضاءة الدرب،
بل يرشدني إلى معنى الحياة ذاتها،
ويكشف لي أن الحب ليس مجرد شعور،
بل هو مساحة مقدسة تُخلق فيها المعجزات.
في قربك، لا تكتمل روحي فحسب،
بل تتجلى ذاتي بأبهى حُللها،
وأدرك أنني قد وجدت فيكَ نصف روحي،
والذي طالما بحثت عنه بين الأصداء والظلال.
هكذا أنت:
النور والملاذ،
الروح والكون،
البداية والنهاية،
وما بينهما من حكاياتٍ نحكيها بلا كلمات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى