كتاب وشعراء

||آية سليمان|| تَكتُب مَقطَعاً مِن رِوايتَها المُنتظَرة ||رُغمَ كُلْ هذا لمْ تأتِ||

*..رُغمَ كُلْ هذا لمْ تأتِ..!(2)
(1)
نخافُ عليكْ من أعين الناس..من الهواء من أزهار الشارع حتى من الشمس..نُصاب بشعورٍ بالغَ الوصف والذي لا يُعبر عنهُ بكلمتين حينَ وجودكَ في المكان أو ذكركَ حتى..قد قُمنا برسم عالم خاص مليئ بالحب..بالأمان..أشعلنا الشموع من أجل بقاءكَ على الرُغمِ من أنَّ بذورَ الفناء كانتْ قد زُرِعتْ في أرضِ حبي لكْ لكني قدمت لتلك البذور رعاية مُكثفة من أجل الإستمرار والتشبث بجذورِ الحب إلا أنَّ القدر كانَ لهُ رأياً آخراً لحكايتي معكْ..لم تكن عادياً يوماً قد رفعنا من قدركَ كثيراً بنينا لكَ سماءً خاصة بك مليئة بالغيوم البيضاء ك بياض قلبك الذي لطالما عشقتهُ وعَشقتكَ..
******

ذاتَ مرة سألتُ نفسي من كان متبللاً أكثر في كلِّ ليل عينيّ أم وسادةُ نومي وحدها التي شهدت إنهزاماتي التي منعتُ أحداً من الإطلاع عليها..جدران الغرفة باتت باردة جداً وكأنَّ عاصفة ثلجية مرت من هناك..
نعم..!
كانَ ذِكرُ قلبكَ قد مرَ بجانبها..*
الشمس ذات يوم لو أرادت التبخر سنحجزُ لها موعداً معكْ لأنها ستتبخر بالإقتراب منك أنتْ.
قد أحبتكَ فتاه كانَ كُلْ مايشغل بالها تسريحةَ شعرها..نوع الأكل الذي سَيُطهى في كل صباح من يوم جديد..أحبتكَ فتاه خافت كثيراً من يومها الأول في مدرستها والتي لم تكن معتادة إلى دخول تلك الأماكن الكبيرة أحبتكَ وكان همها الوحيد متى ستأتي الساعة الثالثة والنصف من أجل متابعة برنامجَ أطفالها المفضل..قد كبرتْ على حُبِكَ أنتْ كُنتَ الأول الذي طرقَ باب قلبها الوردي الصغير صاغت معالم جديدة حيال تجربتها معك تلك الفتاه الصغيرة كبرت ورأت شيئاً جديداً دخلَ عالمها ساعدَ على إزدهارهِ بكلِّ حبْ..
أحبتكَ فتاه كانت تخاف الظلام كثيراً تخاف من رؤية شخصٍ ميت تفضل الإختفاء على أن ترى أحداً يبكي أحبتكَ وقد كانَ قلبها مليئاً بالحب تجاه الحياه حتى كبرتْ وأصبحت تجلس لساعات طويلة في ظلامٍ هالك أصبحَ تشييع الموتى فيلماً يتكرر أمام عينيها فقد كانت تشيّع مشاعرها في كل صباحْ بعد ليلٍ ممطرٍ بدموعها أصبحت تبكي بسبب إنعدام رغبتها في البقاء على قيد الحياه رأيتَ ماذا فعلَ دخولكَ إلى عالمها ليتكَ لمْ تدخل..ليتكَ بقيتَ غارقاً في بحرِ حُبها لتلكَ الفتاه وبقيتُ أنا في طفولتي التي سُرِقت مني حينَ طرقكَ لبابي..قد إتخذتَ حيّزاً من قلبي..فأصبحتَ بداخلي أكثرَ مني..

||آية سليمان||

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى