رؤى ومقالات

د.صفوت حاتم يكتب ….المسئول عن انتشار الطائفية الدينية هو الأعلام المصري

 

الإعلام المصري .. الخاص والرسمي ..هو المسئول عن انتشار الطائفية الدينية ..وانتشار الرجعية والمحافظة الدينية بتشجيعه على ظهور ما يسمى ” الدعاة الجدد ” أو ” الكاجوال ” : عمرو خالد ..صفوت حجازي ..خالد الجندي ..محمد هدايت ..محمد جبريل .. ..وحاليا : معتز مسعود .. ودعاة يتكلمون بالانجليزية …كلهم محصولهم العلمي والفقهي قليل وسطحي …وملائم لعقلية المشاهد الكسول الذي يرفض ويقاوم القراءة في كتب المجددين … 
حتى محمد عبده ..والشيخ شلتوت ..والشيخ محمد عبد الله دراز ..والشيخ محمد أبو زهرة …وغيرهم ..يظلوا مجهولين في وعي المسلم العادي متوسط التعليم …
وفي بداية الألفية الجديدة تضخمت ظاهرة القنوات الفضائية التي تؤجر نفسها بالساعة للدعاة السلفيين ومفسري الاحلام وقارئي الطالع والنجوم …

وعندها إكتشف السلفيون ..بفكرهم الرجعي ..القرون وسطي ..أنه يمكنهم شراء ساعات للإطلال على الناس بالحكايات والروايات المنتزعة من كتب السيرة ..وإضافة أجواء مسرحية عليها ..لتكون وسيلة لشد انتباه الكسالى ومتوسطي التعليم والثقافة ..وهكذا راح المشاهدون الكسالى يلاحقون برامج الدعاة السلفنجية من قناة إلى أخرى ..فظهر : محمد حسان ..والحويني ..ويعقوب ..وعبد المقصود ..وأبو اسلام ..وأبو الاشبال ..وغيرهم وغيرهم …

لقد ترك مبارك ونظامه كل شيئ ” للعشوائية ” .. 
ولم تكتف الدولة ” بالإستقالة ” عن دورها في حماية مواطنيها .. بل تحولت وسائل إعلامها الرسمية لمنابر لنشر الفكر الديني السطحي ..الممزوج ببهارات مسرحية ..وخليط من البربشة والسهتنة والابتسامات الصفراء ..ووصلنا لقاع من الموضوعات الحرجة والخاصة في الاتصالات التليفونية بدعوى ” لا حرج في الدين ” !!!

جيش كامل من الدعاة مسلح بأموال وقدرات إنتاج تليفزيوني رهيبة ..
وبدلا من أن يجدد الأزهر مناهجه ووسائله …راح يغط في ثبات عميق .. يكسره أحيانا عندما تظهر إجتهادات جديدة في مجال الفكر الديني .. 
لقد إستقال الأزهر عن تراثه المضيء : تراث الشيخ محمد عبده ..والشيخ محمد عبد الله دراز .. والشيخ محمود شلتوت ..والشيخ محمد أبو زهرة ..والشيخ محمد الخضري …وغيرهم من اساتذة الفقه …
المحافظة والرجعية الدينية هي نتاج مباشر للإعلام المنفلت العشوائي … ونتاج للدولة المستقيلة الرخوة التي أسسها .. أو خربها .. محمد حسني مبارك ..

لما نتكلم عن ثورة بجد ..نتكلم عن رؤية جديدة للانسان عن نفسه وغيره .. نتكلم عن مساواة …نتكلم عن سعي الانسان للتخلص من الافكار الرجعية ..وسطوة المؤسسات الرجعية على فكر وسلوك الانسان ..
وضع الأمة العربية الآن .. ومصر بالذات ..أكثر تخلفا من وضعها الفكري في بداية القرن العشرين ..
رغم العلم ..وثورة الاتصالات ..
مصر حرقت قرنا كاملا من التنوير والجهود الخلاقة في كل المجالات : الدين ..التعليم ..بناء الدولة الحديثة ..القضاء ..الترجمة ..الثقافة ..الفن ..السينما ..المسرح …
كل ما راكمناه خلال قرن ضاع هباء منثورا ..وشذرا مذرا ..بسبب الإعلام ..والدولة المستقيلة …

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى