كتاب وشعراء

جاؤوا بأغلى مهر.. بقلم : حاتم الناعور

مَقَالَة بِعِنْوَان
(جاَؤوا بِأَغْلَى مَهْرٍ وَلَمْ يَأْتُوا بِأَغْلَى بَشَر)

الْكُلُّ قَدْ نَسِيَ أَيَّامِي مَعَه، وَخَلَّفُونِي وَرَائَهُم أَجْرُّ أَذْيَالَ الْهَزِيمَةِ ،والفَجيعَةِ بِهِم الْكُلُّ يَعْشَقُ كِتَابَاتي مادُمُْتُ اُكْتُبُ عَنْهُم ،
الْكُلّ يُثْنِي عَلِيّ كَوْنِي شَاعِرًا ،وَلَكِنْ مِنْ يُثْنِي عَلِيّ كَوْنِي بَشَر،
قَد صِرْتُ فِي خَطَرٍ مِنْ تِلْكَ الْحُرُوفِ الَّتِي أَرْهَقَتْنِي ،
الْكُلّ يَنْظُرُ خَلْفَهَا دُونَ أَنْ يَلْحَظَنِي وَرَائَهَا أَبْكِي مُنْفَرِدًا،
وَطَنِي عَلِيلٌ مُنْذ بَدَأَ الْعُشَّاقُ يَكْتُبُون وَطَنِي لَيْسَ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْعَبِيرِ ،وَبَيْنَ الزَّنْجَبِيل فِي وَطَنِي تَمُوتُ الْمُفْرَدَاتُ مَعَ مَوْتِ الْقَلَمِ، وَتَنْتَهَِي الرِّوَايَاتُ مَعَ انْتِهَاءِ الْوَرِقِ تَتَجسَّدُ الْمَأسَاةُ دَوْمًا ،وَالْكُلُّ يُقَدِّسُ الْمَعْنَى دُونَ التَّقْدِيرِ لِتَوَافُقِ الْجُمَلِ،
وَكَأَنَّ الْحُرُوفَ شكَّلَت نَفْسَهَا دُونَ التَّطَرُّقِ لِذَلِكَ الْبَشَر؛
أَنَا رَجُلٌ، أَنَا قَلْبٌ، أَنَا عَيْنٌ، أَنَا أذُنٌ ،أَنَا مَيِّتٌ رَغْمَ تَكَامُلِ الْقَدرِ.
مُعْظَم الشُّعَرَاء يَكْتُبُونَ عَنْ الْغَزَلِ كَشَيْء صَار اِعْتِيادِي ،
لَيْسَ مِنْ الْمُهِمِّ أَن يَعْشَقُوا هُم مُغَفَّلُون فَقَط يَرَوِّجُونَ لِذَلِك الْوَهْمِ الْجَمِيلِ، فيَرتَقُونَ بِسِحْرِ الْقَوْلِ قَبْلَ سِحْرِ الْعَمَلِ .
وَلَعَلَّ تِلْكَ الفَتَاةُالَّتِي تَحْفَظُ بَيْتًا مِنْ الشَّعْرِ ،وتُرَدِّدُهُ دَوْمًا
يُعْجِبُهَا ذَلِكَ الْبَيْت ،وتَحِنُّ لِسَمَاعِه وتِكرَارِهِ ،
لَكِنَّهَا لا تَعْلَم إنّي مَنْ كَتَبَه إنَّهَا تُقَدِّرُ الْحَرْفَ دُونَ الْمُحْتَرِفِ
تَعَظِّمُ الْقَوْلَ وتجْهَلُ قَائِلَهُ، فَهَذَا أَعْظَمُ الْخَطَرِ،
وَرُبَّمَا لَوْ عَلِمْت منْ كَتَبَهُ، لاكْتَفَت بِمَعْرِفَة اسْمُه كثَقَافَة عَامَّة
دُونَ أَنْ تَعْلَمَ شَيْئًا عَنْ ذَلِكَ الشَّاعِرِ الْمُغَفَّلِ،
لاأحدَ يَعْلَمُ تِلْكَ الْمُعَانَاة الَّتِي تَمُرُّ بِي فِي كُلِّ ماأكْتُبُهُ ؛
وَلَعَلّ خَطَئِي الْوَحِيدُ، هُوَ خَطَأٌ جَمِيع الْكَاتِبِين ،
نُسَطِّرُ الْمَأسَاةَ الْقَدِيمَةَ ،ونَتَجَاهَلُ مأسَاتَنَا الْمُقِيمَة،
نَتَوجّهُ بِخِطَاب الْأَمْوَاتِ ،ونَغْفِلُ أَذَانَنَا عَنْ سَمَاعِ الْأحْيَاءِ،
يطْوينَا الْخَيَالُ لَيلاً ،فَيُسْفِرُ الصُّبْحُ كَرَجُلٍ جَلِيلٍ، يَحْرُمُ كُلَّ أَسْبَابِ الْقَدَرْ وآ أسَفِي عَلَى نَفْسِي، كَم تُعَانِي مُغْرَمَةً !
لَوْ رَأَيْتنِي ذَاتَ مَرّةٍ ،وَأَنَا أشطحُ فِي الْخَيَالِ ،
تَرَانِي مُعْرِضًا وَالدَّهْرُ فِي إقْبَالٍ ، تَرَانِي شَاحِبًا وَالدَّهْرُ فِي سُرُورٍ،
تَرَانِي مُلَازِمًا سَرْجَ الْحِصَانِ، أفْتَحُ دُنْيَا لَيْسَ فِيهَا إلَّا أَنَّا،
وَخَلْفِي عَسْكَر يُطِيعُون مايُؤمَرُون ،
فَأَكُونُ الْقَائِم بِأَسْبَاب السَّعَادَةِ، فَتَكُونُ هزْلِيَةَ الشَّعْر شِعَار يَفْتَح الدُّنْيَا تَكُونُ تِلْكَ السَّمْرَاءُ امْرَأَةً يَصْنَعُهَا الْخَيَالُ دُون الْبَصَر ؛
تَكُون أُمِّي صَدِيقَة الطَّيْرِ الَّذِي يشذو فَوْق الشَّجَر،
وَيَكُون طِفْلِي الصَّغِير تِلْمِيذُ أَبِي يَحْيَى ،يَعَلِّمُهُ الْفِقْهَ وَأَشْعَارَ الْعَرَبِ تَكُونُ الرِّيحُ شَرْقِيَّة، تَنَسَّم فِي أَرْجَاءِ مَمْلَكَتِي،
عِنْدَئِذ تُدْرِكُ أَنَّ البُطولَةَ قَلَمٌ، وَسَيْفٌ ،وَلَيْسَ لِلْآخَرِ بِأَنْ يَنْفَرِدَ عَنْ نَظيرَة لَيْس السَّيْفُ وَحْدَهُ مِنْ يَفْصِلُ الْقَوْل ،
فَنَحْنُ مَنْ نُعْطِي لِلشَّيْء الْقَدْر وَأَلْهَمَه ،
فَالسَّيْفُ يَحْتَاجُ للحِبْرِ كَي يَصْنَعَ الْمَجْد وَالْحِبْرُ يَحْتَاجُ إلَى رَفْعِ السَّيْفِ عَنْهُ ،لِكَي يُمَهِّدَ لِلْمَجْدِ ،
فَكِلَاهُمَا يُحَقِّقَانِ الْمَقْصَدَ إذَا كَانَ خَلْفَهُمَا عَقْلٌ سَلِيمٌ.
وَالْمَقْصدُ لايجد لَهُ قَلِّمٌ يُعَزِّيه فِيمَا يُكْتَبُ، ولاسيفٌ يُغْنِيه فِيمَا يَضْرِبُ وَلَعَلَّ هَذَا مَقْصَدًا جَدِيدًا خَلْفَه قَلَمٌ غَيْرَ الَّذِي نَعْرِفُه ،
وَسَيْفٌ آخَرُ غَيْرِ الَّذِي تَصْنَعُهُ الْيَمَن وَلَعَلَّ هَذِهِ مَأْسَاة ،
إذْ كَيْفَ لِلسَّيْفِ الْعَرَبِيِّ أَنَّ يُوَاجِهَ طَائِرَة ( الكونكورد) ؟
وَكَيْف لِقَلَمِي أَنْ يَكْتُبَ عَنْ سُقُوطِ (طليطلة) وَيَنْسَى سُقُوطَ (بغداد) فِي الْأَمْسِ القَريبِ؟ . . لَعَلَّ هَذَا أَحَد أخْطاَئِنَا .
نَبْكِي عَلَى زَمَنٍ مَضَى، ولانبكي عَلَى أَنْفُسِنَا وَحَالِنَا ،
فَسُقُوطُ غَرْنَاطَةَ كَانَ خَطَبٌ جَلِيلٌ، وَلَكِنَّه لَنْ يَكُونَ أَفْدَحُ مِنْ سُقُوطِ الْقُدْس، أَو دِمَشْق ،
لَوْلَا دِمَشْقُ لَمَا كَانَتْ طُلَيْطِلَة ،
وَلَا زَهَت بِبَنِي عَبَّاس بَغْدَان،
لَعَلَّ هَذَا خِلَافُ الصَّوَابِ وَلَعَلّ قَوْلَي يُصِيبُ عَلَى كُلِّ حَالٍ فَلَمْ يَعُدْ مِنْ الْمُهِمِّ مَنْ يَكْتُبُ، الْأَهَمّ أَنْ نَقْرَأَ ،
وَلَعَلَّ هَذَا ماشَوَّهَ التَّارِيخَ، فَصِرْنَا نَقْرَأُ لِمَن أُضْمِرَت أَقْلَامَهُم شَرًّا، فَصِرْنَا نُمْعِنُ بِكِتاباتِهم ،وَلَم نُمْعِنَ فِي عَقَائِدِهِم .
وَلِعَلِيّ شَخْصٌ غَرِيبٌ إنْفَرَدَ عَمَّنْ سِوَاهُ فَأَنَا مَهْمَا سَمِعْتُ أَوْ قَرَأْتُ، لَا أُحِبُّ بِأَنْ آخُذَ الْحِكْمَةَ مِنْ غَيْرِ الْعَرَبِ ،
وَأَكْرَهُ مَنْ يَتَحَدَّثُ وَيَقُولُ لَقَدْ قَرَأْتُ فِي كِتَابِ (ماركس) أَو أَعْجَبَتْنِي حِكْمُه قَالَهَا (أفلاطون)
لَدَيّ ثِقَةٌ بِأَنَّ جَمِيعَ ماقِيلَ مِنْ حِكَمٍ وَعِبَرٍ قَدْ جُمَعَتْ عِنْدَ الْعَرَبِ لَعَلَّ هَذَا تَحَيُّزًا عِرْقِيًا ،وَلَعَلَّهُ وَفَاء مُعْتَقَدِي ،
ومالنا ومالهم ؟وَلَدَيْنَا الْحِكْمَة وَفَصْلَ الْخِطَابِ، كِتَابُ رَبِّنَا ( القرأن)، فَفِيه الْبَلَاغَةُ، وَالْفَصَاحَةُ، وَصَلَاحُ جَمِيعِ الْأُمَمِ .
صَار التَّنَاقُضُ مَوْجُودًا بَيْن الْكَاتِبِ وَالْمَكْتُوبِ، وَبَيْنَ الْقَارِئِ والمَقْرُوءِ،و بَيْنَ مَنْ يَسْتَمْتعُ وَمَن يَسْتَمِعُ ،بَيْنَ مَنْ يُفَكِّرُ وَمَن يَتَفَكَّرُ ، بَيْنَ مَنْ يُنْصِت وَ من يَنْتَصِتُ ،بَيْنَ مَنْ يَصْمُت وَبَيْنَ مَنْ يذعن فَالْكَاتِب الَّذِي أَصْدَرَ كِتَابًا عَن الْمُسْلِمين، هُوَ نَفْسُهُ مَنْ كَتَبَ رِوَايَةَ الْعِشْقِ الهزلية بَيْن سَلْمَى وحبِيبِهَا ،
وَالْقَارِئُ الَّذِي خَتَمَ الْقُرْآنَ ،هُوَ نَفْسُهُ الَّذِي يَقْرَأُ فِي كُتُبِ المُلْحِديين مُعْتَبِرًا بِهِم والرَّجُلُ الْكَبِيرُ الَّذِي كَانَ يَفْتَحُ دُكَّانَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ،
كَان يغْلِقُه يَوْمَ الْأَحَدِ هُوَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ، تِلْك صَدْمَة كَبِيرَة
وَلَعَلِِّي مِثْلَك ،قَد صُدِمْتُ بِالْأَمْسِ الْقَرِيب حِينَ سَمِعْتُ الْخَبَرَ.
إِنَّ أَكْثَرَ ماَيُقْلِقُنِي ،فَسَادُ النُّفُوسِ الَّتِي تَظُنُّ نَفْسَهَا تَسْمُو،
هَذَا ماجَعَلنِي كَاتِبٌ سَيِّءُ الْحَظِّ، لايُدْرِكُ كَيْف يَبْدَأ، وَكَيْف يَنْتَهِي
كُلَّمَا أَرَدْتُ التَّحَدُّثَ عَنْ (ليان) ،وَعَن هَزِيمَةِ الْعُمْرِ الْمُوجِعَةِ، أَرَانِي تَطَرَّقْتُ لِطُلَيْطِلَةَ،
وَكُلَّمَا أَرَدْتُ أََن أخاطِبَ( نَسِيم )، أَرَانِي أخاطِبُ دِمَشْقَ،
هُمَا فَتَاتَان لَا أعرفُهُمَا وَاكْتُب لَهُمَا الْأَولى قَدْ صَنَعْت مَجْدَهَا فِي أَوَّلِ دِيوَانٍ مِنَ الشَّعْرِ، وَالْأُخْرَى قَد سَطَّرت إسْمَهَا فِي كُلِّ مَقَالَةٍ اُكْتُبُ فِيهَا وَلَعَلَّ تِلْكَ الْحَمْقَاء الَّتِي تَسُومُ الشَّعْر بالمنصب ،
قَد حَقَّقْت شِعْرًا جَمِيلاً دُونَ أيِّ مَنْصِب لِي، وَدُون حَتَّى مَعْنَى .
فَالْقَاعِدَةُ (أصدقُ الشَّعْرِ أكذبه)
عَلَى سَبِيلِ الْوَصْفِ لَا الْعَاطِفَةِ فَالْقَوْل الَّذِي يَأْتِي دُونَ تَكَلُّفٍ يَكُونُ شِعْرًا ومادون ذَاك رَمَادُ الْكَلَام الْيَوْمِيّ ،وبصورة أَجْلّ بِقَلِيلٍ قَدْ يَكُونُ نَثْرَا .
وكعادتي الشَّنِيعَةِ أَسْعَى للنَّجَاحِ وَأَنَا فِي أَعْظَمِ الْفَشَلِ ،
وَرُبَّمَا الشَّيْءُ الْجَمِيلُ الذي تَمتَلكُهُ ،هُو قُبْحٌ عِنْدَ مَنْ تَظنُّ أَنَّهُ قَبِيحٌ ،فَهَذَا الَّذِي يَمْلِكُ الْقُبْحَ الَّذِي تَرَاهُ فِيه، يَرَى نَفْسَهُ جَمِيلًا، وَيَرَى جَمَالَ ماتظنُّ فِي نَفْسِك قُبْحًا لَدَيْه ،
فالخُشُونَةُ الَّتِي يَمتلِكُها أَهْلُ الْبَادِيَةِ ،تَعَدُّ قُبْحًا عِنْدَ أَهْلِ الْمُدُنِ ،
وَالنُّعُومَة الَّتِي يَمْتَلِكُهَا أَهْلُ الْمُدُنِ، تُعَدُّ قُبْحًا عِنْدَ أَهْلِ الْبَادِيَةِِ،
وَالْكُلُّ يَرَى جَمالِيةَمايملكُ، ولاَيُدْرِكُ مِعْيَارَ قُبْحِهَا عِنْدَ الْآخَرِ ،
هَذَا الَّذِي يَصْنَعُ الثغراتِ، ويبدِّدُ الْمَفَاهِيم وَلَوْ عَلَى سَبِيلِ التَّفَاخُرِ الَّذِي يلجئ إلَيْه الزُّعَمَاء وَالْقَسْوَةُ الَّتِي يُوَاجِهُهَا الضُّعَفَاء لاسيما مِعْيَارَ التَّفَاوُت بِوَاقِع الْحَالِ، وَالتَّمَنِّي بِلِسَانِ الْمَقَالِ
فَالْغَنِيّ يَحْسُدُ الْفَقِيرَ عَلَى راحَةِ البالِ، وَيَقُولُ لَيْتَنِي كُنْتُ فَقِيرًا لَا أَمْلِكُ شَيْءٌ مِنْ الدُّنْيَا .
هُوَ لَمْ يُجَرَّبْ كَيْف يَبِيتُ الإِنْسانُ دونَ الْخُبْز لِثَلَاثَة أَيَّام،
هَذَا هُوَ الْفَرْقُ بَيْنَ وَاقِعٌ الْحَالِ وَلِسَانِ الْمَقَالِ،
أَحْمَقٌ مَن يَظنُّ بِأَنَّ الْفَقِيرَ يَمْلِكُ راحَةَ البالِ وَأَيّ رَاحَةٍ فِي جَسَدٍ لَمْ يَشْبَعْ خُبْزًا مُنْذُ دَهْرٍ أَيُّ رَاحَةٍ فِي دُنْيَا يَكُونُ النَّصْرُ فِيهَا قِطْعَةُ لَحْمٍ ،أَوْ كِيسَ أُرْزٍ،
ثُمَّ يُكَبِّرُونَ الصَّبِيَّة عَلَى عَيْنٍ وَالِدُهُم ،وَيُكَبِّرُ فِي قَلْبِهِ الْحُزْن
لِيُقْعُدَ شَاعِرٌ مِثْلِي عَنْ طَلَبِ الْغَايَةِ، وَانْعِدَامِ الْوَسِيلَةِ ،
فَكَيْفَ يَكُونُ النَّصْرُ مِنْهَا رَاحَةُ البالِ وَاعْتِدَالُ الْمَقَامِ ؟
وَلَقَدْ كُنْتُ فِي الْمَدْرَسَةِ ،وَجَلُّ إهْتِمَامِي أَن أَمْلِكَ عِدَّةَ دَفَاتِرَ، فَقَدْ كُنْتُ أَكْرَهُ أَنْ أَجْمَعَ وَظِيفَةَ الرِّيَاضِيَّاتِ مَع وَظِيفَة النَّحْو
شَتَّانَ بَيْنَهُمَا ،فَقَدْ جَمَعْتُ بَيْنَهُمَا عَلَى صَعِيدٍ ،
فَلَا كُنْت الْخُوَارِزْمِيّ فِي الْأُولَى، وَلَا كُنْتُ الفراهيدي فِي الثَّانِيَةِ .
ثُمَّ يَأْتِي مُغَفَّلٌ لَيَقُولَ لَك أَنْتَ فاشِلٌ،
نَعَم كالفَشَلِ الَّذِي أَصَابَهُ وَالِدُك فِي إنْجَابِكَ وَهَل يُقَاسُ الشَّرِيفُ بتَمَرس الحضارات؟
وَهَل تُقَاسُ الْمُحَاضَرَاتُ الجَامِعِيَّةُ بكفَاءاتِك الثَّقَافِيَّة ؟
عَلَى كُلِّ حَالٍ هَذِهِ لَيْسَتْ نِهَايَةٌ الْمَطَافِ،
فَلَسْت أَلْوَمُ الْجَمِيعَ ،إنَّمَا أَلُومُ أُولَئِكَ الَّذِينَ جاؤوا لِيَخْطِبُوا جارتي صَفِيَّة قُلْت لَهَا لِمَاذَا رَفَضْتِهم؟
قَالَتْ إنَّمَا جاؤا ليخطبوني، وَلَم يأتوا ليخاطبوني ،جاؤا لأغتصابي وَلَمْ يَأْتُوا لأرضائي، جاؤا مُشْتَرين، وَلَم يأتو مُحِبِّين جاؤا بِأَغْلَى مَهْرٍ وَلَم يأتوا بِأَغْلَى بَشْرٍ.

حاتم الناعور
6/9/2019

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى