غير مصنف

ضجيج الاسئلة: فاضل المهري

ضجيج الأسئلة

الإهداء ؛ إلى روح الشاعر محمد بن صالح

يا صَاحِب الفكرِ المُنِيرِ شَغَلتَنِي
حتّى ازدَحَمتُ على القصيدَةِ مُفرَدَا

و وقَفتُ عند البَوحِ أُدلِي بحُجَّتِي
فوجدتُ مِحرابَ السكِينَةِ مُوصَدَا

و تزَاحَمَت في البَالِ ألفُ حِكَايةٍ
و تَولَّدَت حين السُؤَالُ تَولَّدَا

ما معنَى أن ألقَاكَ بين أصَابِعِي
و أنا أراكَ على التُّخُومِ مُمدَّدَا ؟

و عَجِبتُ كيف وَصَلتَنِي عند المَمَاتِ
و كان طَيفُكَ في السمَاءِ مُلَبَّدَا ؟

سَافَرتَ كالفجرِ الضَحُوكِ مُسَالِمًا
و تَركتَ شِعرًا ثائِرًا و مُعَربِدَا

هل كنتَ في صُلبِ اللُّغَاتِ مُشاكِسًا ؟
أم كنت في لُبَّ الكِتَابَةِ مُنشِدَا ؟

أم أنتَ في الأزمَانِ نَبضُ قصيدَةٍ
قامَت تُحَاوِرُ في الدُّنَى رجعَ الصَدَى ؟

أيقَظتَ فِيَّ من البَدَاوَةِ نَخوَةً
و زَرَعتَ فكرًا ، رائِدًا ، مُتَجَدِّدَا

مائةٌ تَزِيدُ من السنِينَ بقريَةٍ
شَيَّدتَ فيها من بَنَانِكَ مَعبَدَا

ثمّ انتَفَضتَ و كنتَ تُبدِي شَرَاسَةً
كي تَستَعِيدَ مدِينَةً عند المَدَى

كالجَدوَلِ الدَفَّاقِ جِئتَ مُغيِّرًا
مَجرَى المِياهِ مُحَرِّرًا ، مُتمَرّدَا

الآن أسمَعُ صَوتَكَ الظَمآنَ يأتِي عابِرًا
كلَّ البِحَارِ مُرَدِّدَا

يَنسَابُ بين فِجَاجِ كُلِّ عِبارةٍ
كالطَيرِ يَشدُو صَادِحًا و مُغِّرِدَا

لم يَبقَ إلاّ الشِّعرُ ..بَلسَمُ رُوحِنَا
إنْ أطرَدُوهُ…كُلُّ فِكرٍ أُطرِدَا

لم يبقَ إلاّ الشِّعرُ يا قَرطاجَةٌ
و هَتفتَ في جوف الدُّجَى مُتنَهِّدَا

الشِّعرُ أسئِلةُ الوُجُودِ فربَّمَا
نشتَمُّ عند البَوحِ رِائِحَةَ الرَّدَى

نَفَدَ الكلامُ و ظلَّ صَمتُكَ مُطبَقًا
لكنّه صَوتُ القصيدِ تَعدَّدَا
__________________
فاضل المهري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى