تقارير وتحقيقات

أشرف الريس يكتُب عن: ذكرى سُقوط دولة الخلافة الإسلامية

فى مِثْلِ هَذا الْيَوْمِ 3 / 3 / 1924م سَقَطّتْ دَوْلَة الْخِلَافَة الْإِسْلَامِيَّة رسْميّاً و ذلِكَ عَقِبَ إزاحة الْخَلِيفَة العُثْمانى ‘‘ السُلطّان عَبْدِ الْحَمِيدِ الثَّانِى ” عَن حُكم تُركيا و نَفيهِ هوَ وَ جَمِيعِ أَفْرادِ أَسَرْتِهِ بأمرٍ مِن ‘‘ مُصْطفَى كَمال أَتاتُورك ‘‘ قائِد الْحَرَكَةِ التُركيَّة الوَطَنِيَّة الَّتِى نَشأَت فى إعْقابِ الحَرْبِ العالمِيَّةِ الْأُولى و الذى يَعَودُ له الفَضْل فى تأسيس جُمهوريَّة تُركيا الحَدِيثَّة و جَعل أنقرة عاصِمَةِ للدّولَةِ إضافَةً لإلغائهِ الْخِلَافَة الْإِسْلَامِيَّة نِهايَّةً بإعلانِهِ عِلمانيَّةِ الدَّولَةِ بِشَّكلٍ رَسْمى …

يُذكر أن ولِدَ السُلطَّانْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الثَّانِى فى 29 مايو 1868م بمدينَّةِ إسْطنبولْ و فى 4 يولِيو 1918م أَصْبَحَ ابْنُ عَمه ‘‘ مُحَمَّد السَّادِس ‘‘ سُلطّانّاً بَيْنَما أَصْبَح هوَ وليّاً لِلْعَهْد ليأتى 19 نُوفَمْبِر 1922م فيَتِمّ انْتِخابِهِ بالْإِجْماعِ مِنْ قِبل الْجَمْعِيَّةِ الوَطَنِيَّة التُركيَّة لِلْخِلَافََةِ فى أَنْقَرَة ليَسْتَقِرّ فى إسْطنبول فى 24 نوفَمْبِر مِنْ ذاتِ الْعامْ …

يُذكر كذلِكَ أن تَوَلَّى عَبْدِ الْحَمِيدِ الثَّانِى حُكم الدَّوْلَة العُثمانيَّة بَعْدَ أَنْ تَمَّ إلْغاء نِظام السَلاطيين أعقبها تَجْرِيد الْخلِيفَة مِنْ جَمِيعِ إمتيازاتِهِ فى عام 1340هـ و بَعْدَ ثَلَاثَةِ أيامٍ فَقَطْ مِنْ تَوْلِيَةِ لِلْخِلَافَة عُقِدَ مُؤْتَمَر لُوزان ليَضَع الإنجليز فيه أَرْبَعَة شُروطٍ لِلاعْتِرافِ بِاسْتِقْلَال تُرْكِيّا و هى إلْغاء الْخِلَافَةِ الْإِسْلَامِيَّة فى الْبِلَاد وَ طَرْدِ جَمِيع بَنَى عُثمان مِن تُرْكِيّا و مُصادَرَةِ كافَّةِ أَمْلَاكِهِم فى الدَّوْلَة و إعْلَان تُركيا دَوْلَة عِلْمانِيَّة …

يُذكر أخيرّاً أن عاد الوفد إلى تُركيا بعد فَشَلَ المؤْتَمَر لينَشأ خِلَافّاً حادّاً بَيْنَ مُصْطَّفى كَمال أَتاتورك و بِجانِبِهِ رَئِيسَ الوَفْدِ مَع الْجَمْعِيَّةِ الوَطَنِيَّةِ و بِجانِبِها رَئِيس الْوَزارَةِ لَكِن اِسْتَقالَهِ رَئِيس الْوَزارَة أتاحت لأتاتورك حلّ الْجَمْعِيَّة وَالسَّيْطَرَة عَلَى الْأُمورِ بشكلٍ كاملٍ و لَمْ تَسْتَطِعْ الْجَمْعِيَّة الوَطَنِيَّة فَعل شيء ليَسْتَغِِلَ أَتاتورك الفُرصة فيُعلِن قيام الجُمهوريَّة بالتّزامُن مع تَنْفِيذ جَمِيعُ شُروطِ الإنجليز فَقَبِلَت إِنْجِلْتِرا بِالِاعْتِراف بتُركيا و تَمّ إلْغاء الْخِلَافَة الْإِسْلَامِيَّة تَمامّاً و بَعْدَ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ مِنْ ذلِكَ تَمّ نَفَى عَبْدِ الْحَمِيدِ الثَّانى إلَى مَدِينَّةٍ نِيس فى جَنوب فَرَنْسا ليَتوَفَّى لاحِقّاً بباريس عَام 1944م واضعّاً بِذلِك نِهايَة جِذرية لِلْخِلَافَة الْإِسْلَامِيَّة و لعهدِ العُثمانيين الَّذِينَ حَكَّموا تُركيا و سَيطّروا سَيْطّرَة كامِلَة عَلَى كافَّةِ الدُّوَل العَرَبِيَّة لِأَرْبَعَةِ قُرونْ بأكْملِها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى