كتاب وشعراء

《▪°** صراخ الحنين **▪°》….✍شعر : وليد الحريري

“”صـراخ الحـنـيـن””
مـعَ فِنْجانِ القَهْوَةِ حينَ يهْبِـطُ علينـا هُـدُوءُ المَسـاءِ بِأَنْسـامِـهِ الثَّـاقِبَـةِ لِأَعْمَـاقِ أعْمَـاقِ ذِكـرىٰ ..

يُفْتَـحُ بَـابُ خَيـالِنَـا لِتَتَنَاثَـرَ مِنْ خِلالِـهِ صُـوَرٌ تَمُـرُّ أَمَـامَ أَعْيُنِنا فَنَبْتَسِـم مَعَ غَـرْغَـرَةِ دَمْعَـةٍ خَجُوْلَـةٍ يَعِـزُّ عَليْها حَيَاؤهـا فَتَـأْبَىٰ الخُـرُوج ..

في دَمـعِ المَسَـاءِ قَطـرَةُ شَجَـنٍ مَـع انـزِوَاءٍ قَاتِــل..

حِيـنَ نُنصِتُ لوَقـعِ آلامِنـَا..

عَلَىٰ طَرِيـقِ الخُـذلانِ يَخطـُو الصَّمتُ خُطُـوَاتٍ لاحَصـرَ لَهَـا.

أَنِينٌ نَسمَعـهُ فِـي دَوَاخِلِنَــا..

يُحـدِثُ ضَجَّـةَ بُركَــانٍ وَقتَمَـا يَقـرَعُ المَاضِـي أَبـوَابَ مُستَقبَلِنَــا..

نَترَقَّبُ خَفَقَـانَ النَّبـضِ بِتَـرَدُّدِ الذِّكـرَىٰ..

حِيـنَ يَسقُـطُ قَلبُـكَ،تتَنَاهَـشُ عَلَيـهِ ذِئـابُ الحَيَـاةِ..

لا أَحَـدَ يَرحَـمُ الغَرِيـقَ فِـي لُجَّـةِ الألَـم..

وَكلَّمَا اتَّسـَعَ الخَـرقُ عَلَىٰ الوَاقِـعِ وَضِعنَـا فِي فُسحَـةِ الكَـونِ، عُدنَـا لِزَوَايَانَـا نَتَفقَّـدُ أَنفُسَنَـا إِن كَانَت لاتَـزَالُ بِخَيـرٍ..!

مِن ثقبِ عَبـرَةٍ نَتنَفَّـسُ الصُّعَـدَاءَ كَي نُعـَاوِدَ النُّهُـوضَ مِـن جَدِيـد.

كَيـلا تَتَبَعثَـرَ مَشَاعِرُنَــا عَلَىٰ قَارِعـةِ الخَرِيف..

مَع الفُصُـولِ نَسِيـرُ ..

والأيَّـامُ تَتبَعُنَــا ..

تُلَملِـمُ حَقَـائِبَ الأمـسِ الغـَابِر .

تَحجـزُ تَذكـرة البَقَــاء…

فِي جَزِيـرةٍ مَنفِيّـةٍ ..

نَسِيــرُ نَحـوَ ذَوَاتِنــَا لِنَسبـِـرَ أَقبِيَـــةَ وَدهَالِيــزَ الإنسـَانِ القـَـابِعِ عَلَـىٰ ذَاكــِرَةِ القَلبِ..

رُؤيَتُنَــا لِمَرَايَانـَـا الَّتِـي تَحكِــي تَفَاصِيـلَ دَوَاخِلِنَــا.

بَيـنَ نَهرَيــنِ يَجرِيــانِ عَلَـىٰ شريَــانِ شِقَّينَــا .

بَينَ حَيــَاةٍ وَمَــوتٍ ..

وَحَقِيقَــةٍ وَخَيـَـال..

مَـعَ كُــلِّ ضِدَّيـنِ بَينَهُمـَـا نُقطـَـة التِقَــاءٍ مَجمُوعَـةُ أَسئِلَـةٍ حَيـرَىٰ تَتــَرَدَّدُ فِي جَنَبـَـاتِ أَروَاحِنَـــا ..

وَأَصـوَاتٌ هَــادِرَةٌ صـَارَت مَحَـطَّ أَنظَـارِ الغَرِيبِ.

وَسـَـطَ غُــرُوبٍ يُظَلِّلُنَــا مِـنَ المَشــرِقِ ..

وَحِكَايَــةٍ تَروِيهــَا شَهــرَ زَادَ فِـي أَلـفِ لَيلَــةٍ ..

بِلُغـَـةِ الشِّعــرِ عَلَـىٰ إِيقـَـاعِ نَــايٍ حَزِيــنٍ سَاخِـطٍ مِن دِرَامَــا سَاخــِرةٍ تُدعَـىٰ الحَيَــاة.

فِـي خِضَــمِّ لُعبَــةِ الشَّطرَنـجِ هَـذِهِ ..

لَيسَ أَمَامَنَــا سِـوَىٰ خِيـَارَينِ أَحلاهُمَــا مُـرٌّ..

إِمَّـا أَن نَسِيـرَ مَـعَ المَـوجِ..

أو نَرحـَل ..

وَفِـي قُلُوبنَــا كَثِيــرُ أَسَـىٰ..!

ذِكْـرَىٰ تَصِيْـحُ مَنَ الأَعْمَـاقِ ثَائِـرَةً
لٰكِـنَّ صَمْتَاً على آمَالِـنَا يَـقِـفُ
تُحَـاوِرُ القَلْـبَ نَبْـشَاً في مَوَاجِـعِـهِ
وَالعَيْـنُ تَحْبِـسُ دَمَعَـاً كَـادَ يَـعْـتَـرِفُ ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى