رؤى ومقالات

أشرف الريس يكتب : بُركان الغَضَبَ النوبِى !

فَجأة و بَيَنَ عَشيةٍ و ضُحاها إنفَجَرتْ
الأوضاع فى بُقعةٍ غاليةٍ مِن أرضِ الوَطنَ الحَبيب فى جَنوبِ البِلاد بِسبَبَ مَشروع
المِليون و نِصف المِليون فَدان الذى كَان قد طَرحهُ الرَئيس عبد الفتاح السيسى للإستِثمار
فى مِصر مِما تَرتبَ عليه عَرض أراضٍ فى مَناطِق النوبة لبَيعِها بِالمزادِ العلنى
! و فَورَ تَناهى الخَبرَ إلى أبناء النوبة هَرَع العَشرات مِن المواطنين إلى قَطعِ
طريق ” أبو سُمبل -أسوان ” إحتِجاجاً على إعتِراض قواتِ الأمن قافِلتهم التى
نَظموها للمَرة الثانية ! مُتَوَجهين إلى مَنطِقتى توشكى و خورقند رافِضينَ طَرحَ أراضيهم
للبَيع ضِمنَ مَشروع المِليون و نِصف المِليون فَدان و مؤكدين مُجدداً أحقيتهم بِتلكَ
الأراضى ” المُمَيزة ” التى تَقعَ على بُحيرة ناصر ,, و ما ضاعَفَ حِدة الأزمة
ذلك الخِلاف الذى طرأ بَينَ أبناء مُحافظة أسوان أنفُسهم حَيثُ شَرعَ أعضاء بَرلمان
المُحافظة الحُدودية و القريبة مِن شَمالِ السودان فى طَلبَ تَخصيص 12 ألف فَدان مِن
أراضى توشكى للنوبيين بِنسبةٍ ثابتةٍ على أن تُقسمَ باقى الأراضى على جَميعِ أبناءِ
المُحافظة ! لَكِن المُقتَرح البَرلمانى أثارَغَضبَ القبائِل العَربية و وصَفوا تِلك
التَوصيات بِأنها تُمثِلَ ظُلماً لأبناء القَبائل الذين يُمثِلونَ 92 % مِن سُكان أسوان
و عَقَدت القبائل العَربية إجتِماعاً أوصوا فيه بِرفضِ أى قانون أو تَشريع يَتَضمن
تَمييزاً بَينَ أبناءِ مُحافظة أسوان و كَذلِكَ رَفض ما تَمَ الإتِفاقَ عليه بَينَ
نوابِ البَرلمان عن المُحافظة حَولَ تَقسيم أراضى توشكى على أساسٍ عِرقى ! و أن تَتِمَ
عَمليات تَوزيع الأراضى على أساس المواطَنةِ ( و هو الآمر الطبيعى و المقبول أيضاً
) ,, ومِنَ الوَاضِحِ أن غَضَبَ أهل النوبة و إعتِصامِهم قد ضاعفا مِن حِدة الأزمة
مِما دَفَعَ نُوابا فى البَرلمان إلى سُرعة التَدَخُلِ لاحتِوائِها و قد تَمَ ذَلكَ
و بِحمدِ الله بالفِعلِ بَعدَ تَدخلُ الدَولة السريع لِحلِ تِلكَ الأزمة و تَفويتِ
الفُرصَة لإشعالِ فِتنةٍ حَقيقيةِِ كان و مازال يَتِمَ التَخطيطِ لها خارِجَ مِصر
! و كَشَفتْ عَنها أجهِزة الدَولة المِصرية بِحيثُ تَتَصاعد الأزمة فى الجَنوب مَعَ
حَملات إعلامية و فَعاليات فى الخارج و خاصة فى دولٍ تُعادى أنظمتها السياسية مِصر
مِثل قَطرَ و تُركيا ,, و ذَلِكَ على نَحو ما أكدتهُ مَعلوماتٍ مُخابراتية كَثيرة الى
أنَ إشعالِ الأزمة تَمَ الإعدَادِ لهُ مُنذُ عامٍ و نِصف العامٍ تَقريبا و تَمَ رَصد
مَبالغ مالية لِبعضِ الأشخاص للتَحريضِ ضِدَ الدول المِصرية و الضَغطَ عليها بِمَلفِ
أراضى النوبة لإثارة الفَوضى و الفِتنة فى جَنوبِ مِصر تَمهيداً لتَدويل القَضية !
,, و للإنصاف هُنا يَجِبَ أن نُشيدَ بأهالى النوبة الكِرام الذين أعلنوا رفضِهم لأى
تَدَخُلَ خارجى فى أزمتِهِم مَعَ الحُكومة و إفشالِ أى مُخَطَطاتٍ خارجية للوَقيعة
بَينَ جُزءٍ غَالٍ مِن الوَطن ,, و هُنا أيضا يَجبَ الإشادة بالتَحرُكِ الفَورىِ مِن
الحُكومة و البَرلمان و الشَخصياتِ العامة والأجهزة المَعنية وعَدمَ الإنتِظارَ حَتى
تَتَعقدَ الأزمة و تَتَصاعَدْ وَ تَتَدَخَلَ فيها أطرافِ خارجية.. وأظن أنها بِداية
حَقيقية و جادة مِنَ الدَولة لإنهاءِ المَلفْ القَديم فى النوبة و وأد بُركانْ الغَضَبَ
النوبى المُتكرر و هو غَضبٌ مُستحَقَ من أبناء النوبة مُنذُ تَهْجيرِ الأهالى فى مَطلعِ
السِتينيات مِنَ القَرنِ الماضى بِالتَزامُنِ مَعَ إنشاءِ السَدْ العالى و تَحويلِ
مَجرى النَهرِ ,, لذا تَتَوَجبْ السُرعة فى فَتحِ جِسرٍِ للحوارِ و بِِناءِ الثِقة
مَع قياداتِ و مَشايخَ النوبة و الإستِماع إليهِم لنَزعِ فَتيلِ الأزمة الناشِئة مُنذ
أكثَرَ مِن نِصفِ قَرن وفقاً لِما نَص عليه الدُستور و وِفقاً للعقلِ و المنطِق و للقانون
أيضاً ! .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى