كتاب وشعراء

فاطمة الشرباتي تكتب … اللقاء الأخير

اللقاء الأخير
أو ما أسميه أنا لحظة انهيار شيء عزمتُ على بقائه في حياتي ومن شدة عزمي فاض شعوري فرحلت.
قد يجول في خاطرك الآن أن هذا الشيء إنسان أو حتى ربما تتساءل من يكون هذا الشيء، لنفترض أنني أحضرتك الآن من منزلك ووضعتك في زنزانة لعدة سنوات وبعدها قلت لك يمكنك الرحيل أنت فعلاً سوف تلقي نظرة وداع لتلك الزنزانة وهذا فعلاً ما أقصده بكلمة “شيء” ذلك الشيء بالنسبة لي هو مكان قدسته في نفسي لا أنكر أن بعض اللقاءات الأخيرة مفيدة أو على الأرجح
تحمل الإفادة لكنها سبقت ومنحتني شعور شخص فقد نفسه مع ذاك المكان الذي كدس فيه طفولته وبراءته. اليوم وأنا على ظهر مكان آخر غيره أفقد جزءاً مني على مدار أيام حتى أتلاشى فيها كلياً، أنا بعيداً عنه فعلاً أفقدني.
بكل بساطة يمكنني فقط أن أقول في وصف تلك اللحظة على أنها نهاية ذاتي التي لطالما كنت أطمح أن أسقيها من حلاوة الحياة إلى الأبد لكن لنتفق على أن لا فرحة تدوم للأبد ولا شيء أيضاً يدوم للأبد وأظن أنني قلت ماذا أعني بكلمة “شيء”.
قد نكون استنفذنا كل أنفسنا للاستمرار لكن تحكمنا في النهاية لحظة النهاية وهي في العادة ذاك اللقاء الأخير.


فاطمة الشرباتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى