كتاب وشعراء

قمحية الحسن : الشاعر م. رضوان السباعي

قمحية الحسن

قَمحَيـَّةُ الحُسْنِ لمْ تترُكْ دَمِي عَوَزَا
فاضتْ على القلبِ أحْيـَتْ أرضَهُ الجُرُزَا

قُطُوفُها اللوزُ دانيةٌ سَنابِلُها
سُبحانَهُ مَن لها في قَمْحِها اكـْتَـنَزَا

غِلالُها فِتنةٌ في وجهها احْـتَشَدَتْ
مَواسِماً أنْضَجَتْ فِي ثَغرِها الكَرَزَا

ولا تَرى القَحطَ عيناها وقَدْ مُلِئَتْ
شَوقاً طَرِيـَّا كَنَهْرٍ قَطُّ ما عَكَزَا

كأنَّما صوتُها المَشَّاءُ في أُذُنِي
نَفْثٌ من السِّحْرِ في أقْصى دمِي انْغَرَزَا

تَسعَى على أثَرِيْ مِنهُ الخُطَى سَرَباً
كَما بِسُـبْحَتِها تَسعَى يَدِيْ الخَرَزَا

والحُسنُ والسِّحْرُ فاتنةً إذا اجْـتَمَعَا
تَعْويذتانِ هُمَا والقلبُ ما احْـتَرَزَا

ويَسـْعَيانِ مَساماتِي بِفِتـْنَتِها الـْ
أمْضَى مِنَ السَّيفِ مُوساها الذي وَكَزَا

كأنَّما اسْـتَيْـقَظَتْ فِي وجهِها إرَمٌ
ذاتُ العِمادِ فكانتْ لِلغَوى رُكُزَا

كأنَّما جاءَ مِن أقصى مَدائِنِها
يَسعَى رسولٌ على دِينِ الهَوى ارْتَكَزَا

يقولُ للقلبِ إنِّي مُرسَلٌ، وكَما
مِن غَمْدِها الهِنـْدُ تَسعَى ، فِتـْنـَةً بَرَزَا

وفِي الحِمَى مِن فُؤادِيْ بِي غِوايـَتُها
تَرْعَى مَواسِمَهُ كالشَّيـْبِ حِينَ غَزَا

مُغارِبٌ رُشْدُ قلبِي ، عِيْرُها سَرَقَتْ
صِواعَه ُحِينَما لِي طَرْفُها غَمَزَا

يا أيُّها العِيرُ ،ما نادَيـْتُها احْـتَشَدَتْ
أموالُ فِتـْنَتِها وَيلٌ لِمَنْ لَمَزَا

مَن يَحْسَبُ المالَ إكـْسِيـْرَاً أَأَخـْلَدَهُ؟
والحُسْنُ ما عَدَّدَتْ لِي فِتـْنَةً وَخَزَا

خَصِيـْبَةُ الحُسْنِ لا تُحْصَى سَنابِلُها
ولو أتَى الخَصْبُ أنْ يُحْصِي لَها عَجَزَا

كأنَّما السُنبلاتُ الخُضرُ فِتـْنَـتُها
والويلُ لِلقحطِ أنْ لَو جاءها هُمَزَا

رضوان السباعي
24 فبراير 2021

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى