كتاب وشعراء

متظاهرَيْن بالنسيان للشاعر الجزائري _ محمد جربوعة

متظاهرَيْن بالنسيان،تقاطَعا كغريبيْن
وتقاطعا في طريق..يتبادلان لعبة النسيان الفاشلة..كغريبيْن..كأنْ لم يرسُما يوما قمرا واحدا..و…
(كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا
أنيس ولم يسمر بمكة سامرُ)

محمد جربوعة
بلا أي شرٍّ،ولا أيِّ خيرِ
هنا التقيا..قربَ هذا الممرِّ
تقاطع ظلّان فوق طريقٍ
لـ (تغلبَ) ظلٌّ..وظلٌّ لـ (بَكْرِ)
خطتْ..وخطا..ثم ذابا سريعا
بذاك الزحامِ ..كملح بنهرِ
فلا هيَ هزّتْ يدًا بسلامٍ
ولا هوَ أطلق زفرةَ قهرِ
ولم تلتفتْ نحوهُ..لو قليلا
ولم يلتفتْ قدْرَ أصغرِ قَدْرِ
وما هزّها عِطْرهُ..فاستدارتْ
ولا هو حرّكهُ أيُّ عطرِ
غريبين كانا..كأيّ غريبَيْـ
ــنِ،في أيّ أرض،وفي أيّ عصرِ
هما يكذبان بقول (نسينا)
ولن ينسيا الأمس،مقدار ظُفْرِ
كأنّهما، لم يقولا كلاما
ولمْ يحضُنا نبضة جوف صدرِ
ولم يرسما في الرسائل يوما
غيوما،ولا لوّناها بحبرِ
ولم يبكيا، يخفيا،يسهرا،يضـــ
ـــحكا،يحلما،يكتبا بيتَ شِعرِ
رأته..رآها،ومرّ..ومرّتْ
مرور تجاهلِ مَدٍّ لجزْرِ
فكيف استطاعا بهذي البساطــ
ـــةِ،شطْبَ دماء بقلبينِ تجري
حزينيْن كانا،بدون اعترافٍ
كشاهدتين على أيّ قبرِ
كيومين قد سقطا قبل أنْ يـــ
ـــريا النور في العام، مِن أيّ شهرِ
ستبقى فراغا به..وسيبقى
بها حفرةً..دائما..طول عُمرِ
يحاول ملْءَ الفراغ فيهوى
نساءً..وتهوى رجالا..ويدري
وتدري..بأنّ تجاوزَ حُبٍّ
بحُبٍّ،كجَبْرِ الكسير بكسرِ
محاولة الردمِ في القلب،عند الــ
ــذي يجهل الردمَ،أسْوَأُ حَفْرِ
الجمعة 21 رجب 1442هـ / 5 آذار- مارس 2021م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى