رؤى ومقالات

قراءة أولى للناقد العراقي أمين جياد

تعليقي على نص الدكتورة الشاعرة مرشدة جاويش

النص
……
صَحو الرِمال
……………..

صَفْراءُ زَقْزَقةُ النَدَى
جَمْرٌ يُعَانِقُ بُرْعماً قَدْ
غَاصَ فِي صَحْوِ الرِمالِ
معَ الصَدَى
نشَرَ احْتِراقَ الوَجْدِ
رِيْحاً ويَدَا
تَنقل الغَيْب إِلى جِهةِ اليَقين
فِيْكَ تُعْلنُ تَوبةً سَمْحاءَ
يَاعَصْفاً عَلى أَقْمارِ سَرْوِ تَآكُلي
الشَمْسُ تَضْرِبُ بالْدُفوفِ
والشُعَاع يَلِّفُ قَامَته عَلى خَصْرِ المَدَى
تَوَضَأت فِي نَهْر أَحْزاني
فعَادَ القَلبُ يَطْحنُ نَبْضَه قَمْحاً
فتَنْقُرني عصافيرٌ
تَحطُّ بِغابةِ الأَشْعار
فِي غاباتِ عُمْري
تتَصيّدُ الحُبّ المُؤَدْلجَ
فَوْقَ شَاهِدَة الطَريقْ
وَفِي شَراييْني التِي رَاحَتْ
لتُطعمَ لَيْلَ أحْلامي
دُمُوع الساهرين
عَسَلُ الكَلام يَسيْلُ مِنْ شَفتيْن باردَتيْن
تلْتَهمان مَاحَمَلت رِياحِ الشَوْق
مِنْ ريْقِ الغيوم.

التعليق
……….
نص صارخ الحروف تردده حيرة الشمس الذات، التي تضرب بالدفوف كإيقاع القلب في دورانه اللانهائي للشجن، وهنالك الصدى والمدي يمتزجان في لحظة تأمل صوفي ببيان الحروف ونزيفها، الموزع في حقل روح أبت إلًا أن تشاركها إشراقة الشمس والعصافير عبر لوحة أزاحت هذا الإيقاع المتساوق للألم والفقد .
نص ذو دلالة بلغة عميقة المعنى عبر صور شعرية مبتكرة الحروف، وموشحة بهالة قلب لا يستكين..رافضاً هذا الحب الذي لايشبه الأحلام المتوضئة بالأحزان…فزقزقة الندى صار جمرة تعانق برعماً غاص في صدى الرمل واحترق الوجد على طول المدى، فإنزاحت الحروف تترى إلى الغيب واليقين والتوبة، فأتسعت غابة الروح تأكل ما عصف بها كقمر يتآكل بالظلام، عبر وشيجة يتداخل فيها التأمل والواقع والحلم.
نص مبهر حقاً..
روعة.
19/6/2921

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى