رؤى ومقالات

سيد عبد القادر يكتب ….مراحل في العلاقات بين مصر وإيران

كان من الغريب جدآ أن يبرر السادات إستضافته للشاه بعد أن لفظته أمريكا ورفضت دول العالم إستقباله – كان غريبآ أن يقول السادات مناقضآ ومجافيآ للحقيقة ، أنه يرد جميل الشاه لوقوفه بجانب مصر في أثناء العدوان الصهيوني في 1967 ، وفي أثناء حرب أكتوبر
إيران تحت حكم الشاه كانت الدولة الإسلامية الوحيدة التي لها علاقات دبلوماسية مع الصهاينة ، ففي 1960 قرر الشاه إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع الكيان الصهيوني فوجه عبد العناصر تحذيرآ عنيفآ للشاه في خطاب عام تحدث فيه عن خطورة إعتراف الشاه بإسرائيل وأنه بهذا الإعتراف يؤكد للعالم ولشعبه أنه ألعوبة في يد المخابرات الأمريكية التي أعادته للعرش بعد الإنقلاب المضاد علي ثورة مصدق
وقد ترتب علي ذلك قطع العلاقات بين مصر وإيران
في يونيو 1966 زار ليفى أشكول رئيس وزراء الكيان الصهيوني إيران وألتقي بالشاه من أجل التنسيق معه للحرب المقبلة ضد مصر ولتأمين إحتياطيات الصهاينة البترولية خلال العدوان المقبل ضد مصر وأتفق الشاه مع ليفي أشكول على أن عبد الناصر عدو مشترك لابد من التخلص منه
وبالفعل مع بداية 1967 كان لدى الصهاينة مخزون إحتياطى من البترول الإيرانى يغطي جميع أحتياجاتهم لمدة ثلاثة أشهر وطوال فترة حرب الإستنزاف ولمدة ثلاثة سنوات كان الشاه يمد الصهاينة بالبترول الإيرانى
وأثناء حرب 1973 قرر الإتحاد السوڤيتي إرسال معدات وأسلحة عبر جسر جوى سوڤيتى لكل من مصر وسوريا لتعويضهما عن خسائرهما في المعركة الدائرة
رفض شاه إيران رفضآ مطلقآ أن يمر الجسر الجوي فوق المجال الجوي الإيراني وذلك حتي يتيح للصهاينة إسترداد الأنفاس وحتي يعطل وصول المعدات والأسلحة السوڤيتية للعرب لأطول وقت ممكن
ومع ذلك فقد كان السادات الوحيد في العالم الذي إستقبل الشاه وأسرته وخصص له قصر القبه ليقيم فيه – رغم المطاهرات التي قامت في مصر رافضة إستقبال واحد من أعداء مصر والعرب ، كما لم يهتم السادات بما يترتب علي إستضافته للشاه من غضب الشعب الإيراني بأكمله
ولم يكتف السادات بذلك ، بل أقام جنازة عسكرية ضخمة للشاه فى 27 يوليو 1980 وتقدم بنفسه صفوف المشيعيين رغم أن الشاه كان قد أوصي أن تقام له جنازه بسيطة
برر السادات هذه المواقف بأكاذيب تؤكد أن السادات كان يتنفس كذبآ وكانت مواقفه سببآ في قطيعة مع إيران ترتب عليها تداعيات مازالت مستمرة حتي الأن

 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى