رؤى ومقالات

بين أمي وفردوس محمد بقلم الكاتب إبراهيم الديب

بين أمي وفردوس محمد”

بقلم/ إبراهيم الديب
قامت فردوس محمد بأدوار كثيرة متنوعة خلال مسيرتها الفنية نجحت فيها نجاح مثل غيرها من الممثلات وأصبح لها جمهور خاص من المشاهدين .
ولكنها عندما قامت بدور الأم حققت نجاح منقطع النظير لم تكن هي نفسها تتوقعه أو تحلم به ولا حتى من رشحها لتقوم به… فملامح وجهها الذى تعلوه نظرة الانكسار دون مذلة، وبعض الضعف دون خنوع ، والبراءة النفسية ونظرتها التي تشعرك بالأمان والمشاعر الإنسانية المتوجهة كنهر متدفق حتى تعتقد أنها تحمل منها كمية تسع خلق الله جميعا
وهذا ما جعلني أفكر أن تكون فردوس محمد أمي الاحتياطية والبديلة عندما أختلف مع أمي فكريا في أمر من أمور الحياة التي بيننا.. كانت أغلب الخلافات بيننا وأنا صغير: بسبب الأجر على بعض الأعمال التي تطلبها مني ولا تخرج في أكثر الأحيان عن قضاء بعض المشاوير وشراء حاجة البيت من البقال من: زهرة زرقاء وسافو وبطاس وجاز وفلفل وكمون وعدس ودقيق وعسل أسود وطحينة وخضار إلخ .
وبعد الانتهاء من القيام بعدة مشاوير أقوم بجمع الحساب ثم أوزع المبلغ المنتظر من أمي أنفق منه جزء على مشتريات تخصني وأدخر بقيته فهو أجري عليه بيننا سابقاً أفعل فيه ما أشاء فأنا لا أأخر أجر اليوم إلى الغد… فتطلب أمي وتحاول تأخير جزء من المبلغ المستحق عليها فأرفض بشدة فتغضب منى.و بعد شد وجذب بيننا و بعد الرزالة من جانبي تهددني بالضرب وهى الصادقة. ثم تذكرني معاتبة لي بأنها لم تأكل على قرشا واحدا في السابق وبعد أن أتوسل لها أنني في حاجة الأن للمبلغ كاملا.
فأصرخ قبل أن أخرج من البيت محتجا غاضبا مقررا عدم العودة لأنني لم أتناول أجرى كاملا عن المشاوير ولكن فى كل مرة أقوم فيها بالتهديد لا يبدو عليها أنها تصدقني… ثم متخيلا ذهنيا من هي أفضل إنسانة تستحق أن تكون أمي البديلة و التي تمتلك بعض من صفات أمي ثم تعوضني حنانها وأطمئن بالعيش فى كنفها ثم يطوف ذهني بكل من عرف من النساء فى السابق من أقاربي من الجيران من الشارع وكل من رأيتهم من قبل ذلك فى المناسبات الكثيرة ومجالس النميمة . وبعد كد طويل من الذهن وتفكير عقلي عميق أستقر على فردوس محمد لتكون أمي ثم أتخيل أنني ذهبت إليها وأعيش في كنفها ثم يداهمني الليل والظلام و يضربني الجوع بقسوة والخوف و تهاجمني بعض الكلاب فأعود للبيت فألقى بنفسي عند أمي ثم نعقد صلح صامت بالنظرات و تأتيني مباشرةً بالطعام ، ثم نتفق أنا وهي من جديد مرة أخرى على مشاوير و مشتريات جديدة للبيت فى الغد ونحدد البقال وباقي الأماكن وثمة مشاوير خاصة بأقاربها أقوم بها ، ونتفق أيضا على الأجر الجديد بعد إضافة ما تبقى عندها من حسابي القديم قبل أن أطفش من البيت وأذهب لفردوس محمد…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى