كتاب وشعراء

الكاتبة فاطمة رحيم : مذكرات_السيدة_قاف / ليست كل الأشياء قابلة لأن تُروى

لم يكن يشبهني في أي شيء، وربما هذا هو السرّ.
أحب الليل، يحب النهار
أحب الأبيض، يحب الأسود
أحب النوم، يحب الصحو
أحب اللمسة العطوفة .. الحانية، يحب القاسية .. الخشنة.
قلت له يوماً:
أريد أن أبقى هنا. لا أغادرك، ولا تغادرني .. تحسست الرعشة في كلامي، فمن ذا الذي يضمن البقاء؟
اكتفيت باللذة التي أشعر بها معه واكتفى هو بلحظاته العذبة التي يقضيها معي.
لا أحد منا مجبرٌ على تبادل العواطف نفسها !
وعدته ألا أمنح جسدي لغيره، رغم أنني متأكدة من عدم مقدرتي على ذلك، وبالمقابل لم يعدني بأي شيء، قال:
لا أحتمل الوعود. تثقلني، الخوف من عدم الوفاء بها يمنعني …
كنا صريحين لأبعد حد، بشكلٍ يشعرني بالراحة، وفي بعض الأوقات المقلقة بالطمأنينة.
لم أحبه، اعتدت عليه، وبعد فترة طويلة زاد التصاقي به وأصبح تعلقي بوجوده أزمة كبيرة، جعلت كل الأشياء من حولي هشة. جعلتني أعيش في غيابه موتاً بطيئاً لم يكن يشعر به.
هل أحببته؟ أسأل قلبي …

إن لم يكن عشقاً، فلماذا يثير الحديث عنه شهيتي لعناقه ولمس ملامحه، لماذا يغسلني صوته من الحزن؟ ولماذا …
5/5/2021

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى