رؤى ومقالات

مرتضى العمده يكتب ….من فلسطين للجولان ومن بلفور لترامب يا نتنياهو لا تحزن

بدأت إسرائيل تاريخها وبنيت في أساسها كدولة على الوعود والقرارات وكانت بداية تلك الوعود الوعد المشؤم لبلفور والذي يعرف تاريخياً بوعد من لا يملك أعطى لمن لا يستحق يحث أصدر بلفور بتاريخ ٢ نوفمبر عام ١٩١٧ قراره الذي أشار فيه إلى اللورد ليونيل والتر دي روتشيلد برغبة وتأييد حكومة بريطانيا لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، ومنذ ذلك الحين توالت الوعود والاعترافات التي تصب جميعها في مصلحة دولة إسرائيل ممن كان له الأثر البالغ في ضياع الحقوق العربية من أراضي وآثار وتاربخ وساعد ذلك أيضاً في ضياع ومضيعة فى قضية العرب الكبرى وهي إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ثم جاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليعيد ويحيي من جديد ذاكرة الوعود فتعهد ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته لواشنطن في شهر مايو من العام ٢٠١٧ الذي تعهدفيه ترامب بحفاظ الولايات المتحدة الأمريكية على التفوق العسكري لإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط وكنتيجة لهذا القرار أعلن بعد ذلك عن تقديم أمريكا لمساعدات مالية إضافية لإسرائيل قدرت حينها ب ٧٥ مليون دولار وخصصت تلك الأموال لبرنامج الدفاع المضاد للصواريخ ، وفي السادس من ديسمبر من العام نفسه ٢٠١٧ اعلن ترامب قرار الإعتراف رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل موكداً حينها أن هذه الخطوة قد تأخرت كثيراً ، وفي ١٤ مايو من العام ٢٠١٨ تم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ثم في شهر أغسطس من العام نفسه ٢٠١٨ اعلن ترامب قرار وقف الدعم والتمويل الأمريكي المخصص لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا “، ومنذ ساعات قليلة أصدر ترامب قراراً تعترف بموجبه الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة الكاملة لإسرائيل على الجولان السورية ضارباً ومتحدياً بذلك القرار بكافة الأعراف والقوانين والقرارات الدولية، وحتى نتعرف على الأسباب والتداعيات لهذا القرار علينا أن نتعرف اولاً على الأهمية الجغرافية والاقتصادية والعسكرية للجولان السورية فمن الناحية الجغرافية نجد أن الجولان تقدر مساحتها بنحو ١٨٦٠ كيلومتر مربع يخضع ثلثيها للسيطرة الإسرائيلية وتبعد الجولان بنحو ٦٠ كم إلى جهة الغرب من العاصمة السورية دمشق وتعتبر الجولان هي منطقة حدودية تربط بين أربعة دول عربية هي سوريا ولبنان والأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة وتمتد الجولان على مساحة تقدر بنحو ٧٤ كم من الشمال إلى الجنوب بعرض ٢٧ كم ، أما عن الأهمية الاقتصادية للجولان فتقول حكومة إسرائيل أن ٤٠ ٠/٠ من منتجات اللحوم من البقر تأتي من الجولان وايضاً نصف ما تحتاجه من المياه العذبة، وتتمتع الجولان بأهمية عسكرية واستراتيجية كبرى لما تسمح به جغرافيتها الفريدة وقممها العالية بكشف سائر المدن القريبة منها وخاصة العاصمة السورية دمشق وكذلك مدن وسط وغرب إسرائيل كما إنها تطل على مناطق في الأردن ولبنان فمنذ احتلال اسرائيل للجولان في حرب ١٩٦٧ أصبح بإمكان الجيش الإسرائيلي أن يكشف كل الأماكن التي تطل عليها الهضبة ، أما عن دلالات قرار ترامب من حيث التوقيت فيعد اختياراً مدروساً من حيث ما يقدمه من دفعة قوية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الانتخابات التي ستجرى في الأيام القليلة المقبلة ، منتهزاً في ذلك الأوضاع والظروف الصعبة التي تمر بها سوريا الآن كما أن الكثير من دولنا العربية لا يمكنه الرد بجدية وقوة تأثير على هذا القرار وذلك بسبب ما يعانيه عالمنا العربي للأسف من انقسامات وانشقاقات في الصف العربي فنجد الفرقة بين الأشقاء مما يجعلهم غير قادرين على الرد القوي لمجابهة مثل هذه القرارات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى