كتاب وشعراء

أكتب لطلب الموت .. بقلم صلاح نزيلي – اليمن

أخلد للكتابة
لأطير من دون جناح !
صعودا لسماء لا سقف لها تغشاها نجومي أحتذي حذو الكواكب أطوف المدارات أتشرنق من واقع ضيق نحو أفق النور الغافي في مشكاة الوجود …
أتوغل من دون معول !!
نزولا في التراب للبحث عن تراثي المطمور أستحضر مخطوطاتي العتيقة لأرى
مدني الغابرة المأهولة بالراحلين أقف قبل إعادة الترميم والإعمار أتمعن قليلا
تلك الأطلال لا للبكاء وللأسف
فقط لأخذ العبرة قبل كنس ماخلفه العابرون إلى بؤر النسيان …
أكتب لتنقية حزني من شوائب خيبات البشر ثم أعتصره خمرا معتق فيه نجاة للشاربين
أحتسي في زمن الثمالة
حروب داحس والغبراء …
أصغي للحرف بشغف
أسمع مواويل اختنقت في القصب
عجز الإفصاح عنه الناي ،
قد تجدني أكتب لإبعاد أخرى أكثر فداحة !!
غالبا تجدني أكتب بأناملي الشاخصة في ردهة ليل أرعن لعلي أجد طرف وأمسك قبس يدحض حلكة ظلام دامس
كثيرا تجدني أكتب لطلب الموت ؟؟
نعم !!!
مت مرات ومرات لعلي أخطب ودي موت يهبني حياة كريمة أستبدل حياة مقرفة بالرياء
دوما تجدني أكتب
لأضع حدا لصراع مرير ينتاب داخلي
أفضي لأتصالح مع نفسي وأتحالف مع قلم يكتبني وتارة
أخرى أكتبه ونمضي سويا بقلب واحد للخلود
أكتب لعينيها العميقتين لخدها النرجسي أهتدي بالحب إلى قلب عامر بالإيمان
كافرا بكل ترهات الحياة
تجدني أكتب
ولا أجد فيما أكتبه أي بعد أو معنى
من أجل أن لا يقرأني أحد ؟!
أكتب ….
بعد أن احتوتني غابة مزدحمة بالقطيع
مخيفة بالوحوش
بعيدا عن ذكاء جحا وحماره العاشر
وحيدا أكتب
لأستيقظ
وأجدني إنسان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى