مصباح قطب يكتب :مفاجاة مذهلة عن السادات و كارتر
علمت مؤخرا ان الرئيس السادات لم يطالب الرئيس الامريكي كارتر خلال المباحثات حول معاهدة السلام بين مصر واسرائيل ١٩٧٩ ، بضرورة المساواه بين مصر واسرائيل في الحصول على نفس انواع الاسلحه وكمياتها والمساعدات الماليه من الولايات المتحده الأمريكية ، بينما كارتر كان يتمنى ذلك ويحبذه .
الرئيس السادات كان قد ذكر في لقاء مع مصريين ، بواشنطن ، في اعقاب توقيع اتفاقيات كامب ديفيد ، انه يتفهم التحفظات ازاء المعاهدة الا ان المعاهدة مفيده لانها ستجعل مصر و اسرائيل متساويين في تعاملهما مع الولايات المتحده من حيث الحصول على نفس انواع الاسلحه المتقدمه وكميتها ونفس قيمه المساعدات ،وانه اتفق مع كارتر على ذلك .
لكن كارتر افصح خلال زيارة له الى مصر بعد ان ترك الرئاسة ان الرئيس السادات لم يطرح ذلك وانه اي كارتر كان ينتظر منه هذه المطالبه بالمساواة ايمانا من كارتر بان توازن القوى من شانه ان يخدم و يدعم استقرار السلام بين البلدين ، وحين سئل كارتر ولماذا لم تبادر انت بذلك ؟ رد كارتر بانه لن يكون كاثوليكيا اكثر من البابا ، و عندما سئل عما كان يركز عليه السادات فى المباحثات اذا؟ ، قال كارتر انه كان قد لاحظ امرين خلال المفاوضات اولهما ان الرئيس السادات كان ” حنين ” في تعامله مع مناحم بيجن رئيس وزراء اسرائيل ، خلال التفاوض ، وثانيا ان السادات الح كثيرا على طلب ان تتعهد امريكا بامداد مصر بالقمح بشكل منتظم ،وعاد الى هذا الطلب عدة مرات ، الامر الذي جعلني – اي كارتر- اشعر كأن هذا البلد – اي مصر – يواجه خطر المجاعه !!!.
السادات له تاريخ وطنى فى النضال ضد الانجليز لا ينكر ، وهو رئيس وطنى ويملك كاريزما خاصة ، وقد اجتهد بقدر طبيعته وميوله ، رغم كل شىء ورغم ارث النكسة العصيب ، لكن ان الاوان لان نفلت من قفص رفع السادات الى عنان السماء باعتباره عبقرية فذة لا مثيل لها ، او تحميله مسئولية كل ما نحن فيه من تدهور مريع عربيا
ومصريا . لابد من تقييم عقلانى بارد للسادات ودوره .