رياضه

دكتور وليد الفيل : امام عاشور عنوانا لفصل جديد من فصول الانحراف عن مسار الأهلي التاريخى

نعاني من انهيار لقيم ومبادئ لطالما كانت راسخه في هذا الكيان الكبير

بقلم : خليل ابو العلا
دكتور وليد الفيل من الشخصيات التي لا نختلف عن عشقها للنادي الاهلي سواء وهو عضو مجلس اداره النادي سابقا او عضو عامل حاليا .
وكثيرا ما كان انتقاد دكتور وليد الفيل يهدف لمصلحه الاهلي ومحاوله نبذ السلبيات لانه تربي علي القيم والمبادئ الحقيقيه للنادي ويرفض هبوط الاهلي مستنقع اللا مبادئ ولا قيم …
واليوم كتب الدكتور الفيل علي صفحاته بالفيس بوك كلمات هي خلاصه ما يمر به النادي الاهلي من انهيار لقيم ومبادئ لطالما كانت راسخه في هذا الكيان الكبير …. واليوم يضع الفيل الدكتور أيدينا علي جرح واسباب ما وصل له الاهلي بهذه الروشته العلميه الصحيحه فقال في عنوانه وكلماته :

الأهلى…….. بين (امام الساجدين) و(امام البلالين)
************************************
■ انشغل الرأي العام في الأسبوع الماضي بموقعة “البالونة” فى مشهد يثير التفاهة شكلا ومضمونا……. لكنه يحمل في طياته مأساة أكبر تتعلق بالمبادئ والقيم التي تميز بها النادي الأهلي عبر تاريخه ….

■ (البالونة)…. ليست مجرد تصرف فردي من لاعب محدود الفكر والخيال …. بل هي مع وقائع كثيرة غيرها لنفس اللاعب تمثل عنوانا لفصل جديد من فصول الانحراف عن مسار الأهلي التاريخى ….. ذلك النادي الذي بُني على مبادئ الانضباط والالتزام والاحترام…….وبالتالى فحديثى ليس عن البالونة ……. وانما عن حالة عامة صنعها لاعب انضم للأهلى فى غفلة من الزمان

■ ففي زمن غير هذا الزمان……. وفي وجود إدارة تُدرك قيمة هذا الصرح العظيم بخلاف الادارة الحالية …….. ما كان لمثل هذا اللاعب أن يحلم يومًا بالمرور قرب أسوار الأهلي….. فضلاً عن ارتداء قميصه …… لكننا نعيش اليوم في عهدٍ تراجعت فيه القيم أمام لهاث الإدارة خلف المكاسب السريعة وإرضاء جماهير السوشيال ميديا….. حتى وإن كان الثمن هو التعاقد مع لاعب لا يُقدّر قيمة القميص الذي يرتديه….. ولا قدر الرقم الذي يحمله.

■ فقد شاءت سخرية الأقدار أن يحمل اللاعب رقما للاعب استثنائي (سواء اختلفت او اتفقت مع مواقفه السياسية) حمل القميص الأحمر بشغف العاشق….. ولم يكن مجرد نجم على أرض الملعب….. بل كان أيقونة جمعت بين الموهبة الفريدة والتواضع….. وحالة إنسانية متكاملة تجسد الروح الرياضية والأخلاق النبيلة………. فصنع لنفسه مكانة لا ينازعه عليها أحد لدى الجماهير على اختلاف انتماءاتها.

■ لم يُلقِ يومًا بقميص ناديه على الأرض …… ولم يثر الجدل بأفعاله خارج الملعب….. ولم يبحث عن لقطة أو ترند …..بل على العكس حمل قميص الأهلي والمنتخب مصر كأنهما أمانة مقدسة…… فلم يخسر أبدًا احترام الجمهور، حتى جمهور الفرق المنافسة.

■ وعلى الضفة الأخرى…. يظهر إمام عاشور كوجه آخر للعملة ……. وجهٌ يثير الأسف أكثر مما يستدعي الإعجاب ……. موهبة بلا شك…….. لكنها تائهة في دروب الانفعال وعدم النضج….. يفتقر إلى الانضباط والاحترام اللازمين ليصبح لاعبا فى الأهلى ….

■ فمنذ أن ارتدى قميص الأهلي…… انكشف قصوره في إدراك قيمة هذا الشعار الذي يختصر تاريخًا من الانضباط والالتزام…. فتراكمت أزماته ورأيناه يلقي بقميص النادى على الأرض وكأنه شيء عابر… يتورط في مشادات وصراعات تافهة مع زملائه ومع الخصوم ….. كما يتورط في مشكلات خارج الملعب ……..ويرتكب تصرفات لا تليق بلاعب يرتدي قميص الأهلي….النادي الذي يُقدّس الانضباط والاحترام…..والذى لم يكن يومًا مكانًا يتسع لمثل هذه التصرفات …. فقميصه له قداسة لا تتهاون معها الإدارة ولا الجماهير.

■ جاءوا بإمام عاشور بعد أن أهان النادي ورموزه وجماهيره …. ثم خرج المبررون ليعزفوا على وتر “البيئة التي نشأ فيها” …… مدّعين أنه غير مسؤول عما اقترفته يداه في الماضي…….. وأن الأهلي استقدمه ليعيد تشكيله وتربيته من جديد….. لكن المفارقة الساخرة أن عاشور لم يتربَّ ……. بل بدا وكأنه هو الذي يربيهم …… فارضًا مبادئه الخاصة على قيم وتقاليد الأهلي الراسخة.

■ استقدام لاعبين مثل عاشور ومن قبله رفيق دربه فى الانفلات السلوكى (رائد مدرسة النَّي نَّي نَّي) إلى صفوف الأهلي احدث شرخا داخل الفريق ….وكان كفيلاً بتغيير ثقافته وتقاليده….. وانعكاسا لتحوّل عميق في مبادئ الكيان…… تحوّل يُلقي بظلاله الثقيلة على روح النادي وهويته……. فتحولت (غرفة اللبس) من مكان لأداء صلاة الجماعة أو قراءة القرأن فى عصر ابو تريكة ورفاقه الى ملتقى للاتفاق على مكان سهرة الليلة واجتذاب زبائن جدد لحضورها …. لدرجة أن أفشة لم يستطع كتمان مشاعره ……وصرّح علنًا أن الفريق بات يضم لاعبين يبحثون عن (اللقطة)……..في إشارة واضحة إلى هذا الانحراف عن مبادئ الأهلي التاريخية.

■ وإن كنا نحمل الإدارة قسطًا وافرًا من مسؤولية ما آل إليه حال الفريق ….. بانسياقها وراء مبدأ (كيد النساء) ….. وتفريطها في الثوابت أمام حسابات السوق ….. واعتمادها على لجان وصفحات مفروشة تسعى لتبرير الأخطاء واغتيال الخصوم….. فإن قطاعًا من الجمهور يتحمل نصيبه من المسؤولية أيضًا.

■ هذا القطاع من الجمهور لم يعد يهتم بما يمثله النادي من قيم ومبادئ …. بل أصبح شغله الشاغل تحقيق المكسب مهما كان الثمن …..

■ رأيناه يرحب بالتعاقد مع لاعبين لا يستحقون شرف ارتداء قميص الأهلي، ويبرر أخطاءهم………بل ويشاركهم الهتافات البذيئة التي لا تليق بجماهير النادي العظيم…..

■ تحولت أولويات هذا الجمهور إلى التحفيل وقصف الجبهات والانتصار على جمهور المنافس …… سواء في المدرجات أو على صفحات السوشيال ميديا …. وصار هذا الجمهور يلهث وراء مصطلحات مثل (الحراق) و (المشطشط) و (اللي حارقهم) ….. وهي مفردات تعكس زمنًا رديئًا اختلط فيه الحابل بالنابل.

■ لكنهم نسوا أن شعار (جمهوره ده حماه) …… لا يعني فقط حماية (حقوق) النادي …… بل حماية (مبادئه) أولًا وقبل كل شيء…….فقد كان الأهلي دائمًا رمزًا للمبادئ والقيم قبل أن يكون ساحة للانتصارات العابرة والمكاسب الزائفة.

■ الخلاصة أن الأهلى فى هذا العهد قد تحول من مؤسسة تسعى (للمكاسب) على حساب (المبادىء) …..وان أيقونته قد تحول من (امام الساجدين) …. الى (امام البلالين) …..

■ لكن يبقى الأمل في أن يعيد الزمن للأهلي هويته ….. ويعيد للجماهير وعيها …. ليعود الأهلي كما كان دائمًا ….ناديًا يُقدّس المبادئ ويحميها قبل المكاسب…….

■ ربنا كبير…..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى