رؤي ومقالات

وحيد عيادة . يكتب ؛الوداع بالقلل أو الورود؟

في عالم الإدارة، وخاصة في مجال التربية والتعليم، تتباين مشاعر الوداع عند رحيل القادة، فبينما يخرج البعض وسط احتفاء وتكريم، يرحل آخرون وسط تنفس الصعداء وكسر القلل، وكأن جبلاً ثقيلاً قد أُزيح عن كاهل العاملين.

حين يصبح المدير عبئًا بدلًا من أن يكون داعمًا
التعليم ميدان شاق يتطلب تضافر الجهود وتقديم الدعم للمعلمين والإداريين، لكن بعض القادة ينسون أن دورهم الحقيقي هو تمكين فرقهم، لا كبحهم. حين يتحول المدير العام إلى عقبة تعترض سبيل التطوير، ويُصر على فرض رؤيته الفردية دون حوار أو استماع، يصبح التغيير مطلبًا مُلحًا.

لقد شهدت إحدى الإدارات التعليمية بمحافظة القاهرة لحظة تقاعد مديرها وسط ارتياحٍ عام، وكأن العاملين كانوا ينتظرون هذه اللحظة للخلاص من سنوات من العناد والتسلط، حيث لم يكن الاستبداد الإداري مجرد سلوك شخصي، بل كان نهجًا يكتم الأنفاس ويكسر الإرادات، في بيئة تحتاج بشدة إلى الابتكار والانفتاح.

هل يتعلم القادمون من الدرس؟
السؤال الأهم الآن: هل سيفتح المدير الجديد نوافذ الفكر والإبداع؟ أم أنه سيكرر نفس النهج العقيم؟ الإدارات التعليمية لا تحتاج إلى متسلطين، بل إلى قادة يؤمنون بالمشاركة، يُشجّعون المبادرات، ويدعمون زملاءهم بدلًا من أن يحاصروهم بالضغوط.

كلمة حق
التعليم بحاجة إلى قيادات تمتلك عقولًا واعية، وقلوبًا نظيفة، ونفوسًا مطمئنة لا تحمل إلا الخير. فالإدارة الحقيقية ليست فرض السيطرة، بل إلهام الآخرين للعمل والإنجاز. وعند الرحيل، لن تُكسر القلل، بل ستُلقى الورود إذا كان القائد قد ترك أثرًا يستحق الذكر والاحترام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى