خريفُ الأمنيات …… بقلم // افتخار هديب // سورية

#خريفُ_الأمنيات🍁
..
..
هذي زليخةُ غلَّقت
أبوابَ مخدعِها بصمتٍ
ثم قالت: ” هيتَ لك ”
من دونِ مَهدٍ أو سرير
السُّمُّ بالترياقِ يسري
في العروقِ البيضِ شهدً
الموتُ يجتاحُ القرى
و الفجرُ يُحرَسُ بالضرير
أوفتْ زليخةُ في الهوى
و على يقينِ القلبِ نامتْ
ثم تاقتْ باشتياقٍ حاسرٍ
و اليسرُ يعثرُ بالعسير
لكنَّ صنَّاعُ الزمنْ
باعوا الضمائرَ والوطنْ
مزجوا الوباءَ مع الدماءَ
و ماملكوا شروى نقير
و الوقت من غبشٍ ضياهُ
و على ضفافِ الموتِ ماضٍ
فهنا شهيدٌ باتَ بدراً
و هناكَ واقعُنا المرير
..
..
” خذني إليك ”
تعبتْ خطايَ من المنى
و حصى الطريقِ تلومني
فالعمرُ نجمٌ آفلٌ
و العزمُ أوهاهُ المسير
سقطتْ أيادي الرُّوحِ وهناً
و رحى الطغاةِ تلوكُ نبضي
و سلامُ الناسِ من دونِ سلامٍ
و صدى الصمت بروحي كالهدير
أنا متعبٌ بظلامِ ليلي
بالعروبةِ و المصير
وُئِد الكلامُ على شفاهي
و الكونُ في عيني كسير
صلواتُ أفئدةِ الطّيورِ
ربيعُها كخريفِها
عبثاً تلملم ماتبقَّى من زمانِ الوصلِ
في الزّمنِ المرير
يا أنتِ كم أشتاقُ بسمتَكِ التي
قد طرّزتها في الشفاهِ البيضِ
كفٌّ حاكتْ الدُّنيا
بخيطٍ من حرير
افتخار هديب
..
..
..
..
🍁🍂🍁