خالد رفعت يكتب :الدرس الاول

كما كان متوقعا … تراجع ترامب عن فرض ٢٥% جمارك على البضائع الكندية والمكسيكية بمجرد اعلان كلا من رئيس الوزراء الكندي والرئيسة المكسيكية عن فرض نفس النسبة على واردتهما من امريكا فقام بالاتصال بهم والغي قراره السابق وللحفاظ على ماء الوجه تم اعلان انهم حيشددوا الرقابة على حدودهم مع امريكا …
فقط للعلم الميزان التجاري بين امريكا وكندا متقارب (٤٤١ مليار صادرات امريكية و ٤٨٢ مليار دولار صادرات كندية) وتعتمد امريكا على صادرات البنزين والكهرباء الكندية بشكل اساسي لدرجة ان ثلاث ارباع كهرباء نيويورك مستوردة من كندا ونصف سيارات فورد مصنوعة في كندا. .. وقامت حملة شعبية كندية فورية لمقاطعة المنتجات الامريكية.
الوضع لا يختلف كثيرا بالنسبة للمكسيك حيث تبلغ الصادرات الأمريكية ٣٦٧ مليار دولار بينما الواردات من المكسيك ٥٢٩ مليار دولار اغلبها من مصانع امريكية بالمكسيك وخضروات وفاكهة.
= الدرس الثاني
بمجرد اعلان ترامب بشكل استعراضي انه مستعد يزور السعودية كزيارة اولى لو السعودية دفعت ٦٠٠ مليار دولار .. قام بن سلمان بالاتصال به واعلن انه حيستثمر ١٠٠٠ مليار دولار كحد ادنى .. منهم ٦٠٠ مليار دولار خلال عام ٢٠٢٥ وحده. كل هذا مقابل مجرد زيارة !!!
= هنا يبرز سؤال منطقي لماذا تراجع ترامب امام كندا والمكسيك … بينما انسحق بن سلمان امامه؟ .. علما بان حجم الاقتصاد السعودي يقترب من حجم الاقتصاد المكسيكي
الاجابة بسيطة جدا … في حالة كندا والمكسيك كان ترامب بيواجه شعبين باكملهما لهما قيادات منتخبة تعبر عنهما وتدافع عن مصالحهما … بينما في حالة بن سلمان كان يؤمر مجرد فرد سبق ان اعلن للجميع انه هو اللي يحميه و يستطيع ازاحته عن كرسية خلال اسبوع.