كتاب وشعراء

حمد حميد الرشيدي يكتب : احمد سماحة

الحقيقة أن الدكتور احمد سماحة هو والدكتور محمد الشنطي هم أبرز من كتب من المثقفين والكتاب والنقاد الاخوة العرب عن الساحة الثقافية في المملكة العربية السعودية على مدى عقود طويلة من الزمن! لا جدال في ذلك! ولا اقول أنه ليس هناك غيرهما منا لا ننكر دورهم فيما كتبوه عن الساحة الثقافية ، لكن كان سماحة والشنطي من اكثرهم حضورا في ذاكرة الحراك الادبي الثقافي لدينا في السعودية خاصة في فترة الثمانينيات والتسعينيات والعقد الأول من الثالثة . ان سماحة والشنطي لم يكتبوا فقط ! بل بحثوا ودرسوا ونشروا كتبا ومؤلفات حول الأدب السعودي وليس مجرد مقالات مبعثرة تتلاقفها الصحف والمجلات هنا وهناك! ولم يتحدثوا عن ساحتنا الثقافية السعودية عن بعد او من خلال منابر هشة او ذات نبرة خفيضة ، أو بعيدة عن الأضواء وانما تحدثوا عنها من واقع الحدث الثقافي أيضا وقوة حضوره الظاهرة للعيان كالمهرجانات الدولية والندوات والمحاضرات والفعاليات الثقافية الرسمية التي تشهد لهذين الناقدين الرائدين المبدعين ( الدكتور سماحة والدكتور الشنطي) بالتميز ويعد الرؤية النقدية وعمقها ، الى جانب رهافة الحس الادبي والكتابي ، اذ ان الدكتور سماحة ليس ناقدا او كاتبا فحسب ظل في ذاكرة الثقافة السعودية لمدة ٤٠ عاما أو ما يقاربها ، قبل ان يغادرنا لوطنه الشقيق مصر ، لدى نهاية عمله في المملكة ،وانما هو ايضا شاعر وقاص ومثقف ، بخلاف الشنطي الذي ربما انحصر غالبية ما كتبه والفه ونشره في ( النقد الإدبي) والدراسات العلمية ! يضاف اذا ذلك ان سماحة صحفي ايضا عرفته الساحة الادبية لدينا في المملكة من خلال اشرافه على ملحق ( الجسر الثقافي ) بجريدة ( اليوم السعودية) التي كان يطل علينا من خلالها بشكل يومي وربما اسبوعي ( مرتين او اكثر في الاسبوع على الاقل) متناولا ببراعة قلمه حال الثقافة والمثقفين بوجه عام، ويجس من خلالها نبض الشارع الثقافي السعودي خاصة والعربي عامة على مدى سنين طويلة!ولا ننسى كذلك دور سماحة في عدة مطبوعات سعودية ( غير اليوم) مثل جريدة ( الندوة) ومجلة الخفجي وغيرها. وقد قرأت له انا شخصيا كتابه( الصعود الى النص) وهو كتاب اكثر من رائع ، تم طباعته ونشره عن نادي الشرقية الأدبي منذ أكثر من ١٢ او ١٣ سنة مضت وقد القى من خلاله سماحة الضوء على المشهد الروائي والقصصي في السعودية منذ بداياته الأولى حتى اخر ما وصل اليه هذا المشهد حاليا والمراحل التي مر بها . هذا فضلا عن اتسام شخصية سماحة ( مثل اسمه ) بالسماحة والوفاء والتواضع كمثقف عربي بارز في مجاله ، قدم الكثير للثقافة السعودية وفتح المجال لكثير من الادباء والكتاب والشعراء السعوديين في كل مكان تولى فيه الاشراف على صفحة ثقافية او ملحق ثقافي في اي صحيفة او مجلة يتواجد فيها خاصة اولئك المبدعين الشباب او المبتدئين منهم لينشر لهم ما استطاع ان ينشره لهم من انتاج ادبي تشجيعا لهم برحابة صدر وود وحب واحترام! وكنت انا شخصيا من اولئك الذين نشر لهم د.سماحة في ( اليوم) لسنين طويلة في بداية انطلاقتي الادبية الفعلية منذ ما يزيد على ربع قرن من الزمان وفي غيرها من المطبوعات الاخرى التي كان يتواجد فيها سماحة! وكنت انا قد فكرت قبل بضع سنوات مضت أن أؤلف كتابا عن ( د.سماحة) فيه الشيء الكثير عن سيرته الشخصية وعن بعض اعماله الادبية وابرز ما قدمه من انشطة ثقافية كنماذج لسيرته الادبية المشرفة ، خاصة حين غادرنا الى وطنه العزيز (مصر )بعد أن اقام بيننا في وطنه الثاني( السعودية ) ما يقارب ٤٠ سنة. وهو امر لا بد منه وهو اقل ما يمكن أن نقدمه لاحمد سماحة تقديرا لما اتحفنا به من اعمال ثقافية وانشطة ادبية ما زلنا وسنظل نذكرها ونعتز بها. لكن ( تجري الرياح بما لا تشتهي السفن) فرغم اني لازلت عازما على تأليف كتاب عن الدكتور احمد سماحة فيما يتعلق بسيرته الشخصية من جوانب عدة الا انه لازال ينقصني الوقت والجهد الذي استغرق وسيستغرق مني الكثير من الوقت والجهد لانجاز هذا الكتاب وطباعته ونشره واهمها الأرشيف الكامل لاحمد سماحة خلال مسيرته الادبية والثقافية الممتدة لعقود من الزمن والتي كانت ولا تزال حتى الان محل اهتمامي ، رغم ما لاحظته من سماحة نفسه من تردد او تمنع حول نشر كتاب عنه لتواضعه الجم حين عرضت عليه ذلك ذات مرة لدى لقائي به شخصيا في اكثر من مكان واكثر من مناسبة .واتمنى ان أنجزهذا الكتاب في القريب العاجل ان شاءالله! تحياتي للجميع!
اخوكم حمد حميد الرشيدي- الرياض

زر الذهاب إلى الأعلى