رؤي ومقالات

إبراهيم أبو داه يكتب :ردا على ما قاله البرهامي ومن على شاكلته

عندما قرات مانشر عن البرهاني فلم يخطر ببالي أو يدر بخلدي الرد عليه إلا بعد ما رأيت بعض اتباعه يزيدون عليه دفاعا عنه ويرون أنه إمام عصره، فكتبت بتوفيق الله تعالى وعونه ومستعينا به على هذا الرد.
جاءت تصريحات أو فتاوى ياسر البرهاني ردا على سؤال يتعلق بدعوة إتحاد علماء المسلمين للامة إلى الجهاد، وبغض الطرف عما جاء فى البيان فإننا نقف عند ماجاء فى فتاوى البرهاني التي قلبت الدنيا عليه وأثارت جدلا واسعا حوله
وما جاء فى تصريحات البرهاني تتلخص فى عدة نقاط.
اولا : قضية اتفاقية السلام وبدون الدخول فى تفاصيل نقضها “بغض الطرف عن موقف البرهاني سابقا من كامب ديفيد” فقد أقر البرهاني فى نفس الفيديو بنقض إسرائيل لهذه الاتفاقية، وهذا يعني أن الاتفاقية لم تعد ملزمة ولا يعتد بها، والتعيول عليها يعد من التضليل.
فإن فرض على مصر الدخول فى قتال مع الكيان فلا حاجة لإخبار الكيان بالدخول فى الحرب “وهذا من شذوذ القول” لأنه لم يعد للإتفاقية اي شأن بما تتخذه مصر لصالحها.
ثانيا: قضية قيام المقاومة بدخول الحرب دون أن تتشاور مع الدول الإسلامية، “وبغض الطرف ايضا عن راي البرهاني سابقا فى هذه الدول” ولكنها تشاوت مع إيران.
* معلوم لدى القاصي والداني أن أهل فلسطين ومنهم سكان غزة وجب عليهم القتال لرد العدوان الصهيوني، والذي يعانون ويلاته من عام ١٩١٧ ومن قبل إعلان قيام دولة الكيان فى١٩٤٨.
وقد عانى أهل فلسطين أشد المعاناة من هذا الإحتلال وارتكبت ضدهم العديد من المجازر وتهجيرهم من قراهم وبلدانهم ولم تسلم غزة قبل وجود حماس من ويلات هذا الاحتلال من قتل أطفالهم ونسائهم وشيوخهم وهدم بيوتهم ومساجدهم، وقد ازداد طغيان وعلو الكيان فى الفساد خاصة بعد موجة التطبيع كل أوجب الجهاد عليهم، وصار قتال المحتل فرض عين ولا يحتاج الأمر إلى التشاور مع من سكتوا عن ما عاناه أهل فلسطين من انتهاكات ولهذا المعاناة
فقد وجب عليهم القتال تحقيقا لما جاء في القرآن الكريم
(أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير).
وقوله تعالى :
(وقالوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم….) وكثير من آت القرءان الكريم.
فالقول للمظلوم والمقتول انت لم تشاورني فى الدفاع عن نفسك فهذ عين التضليل.
ثالثا: وجوب القدرة الطاقة علي القتال.
* وهذا عين التضليل والإضلال لأن ذلك يخالف ما جاء فى القرءان الكريم عن قتال المؤمنين لعدوهم واستشهد فى ذلك بما حدث من بني إسرائيل الأوائل فيما ذكره القرءان الكريم عن قصة طالوت وجالوت فقد قال المنافقون والمرجفون قبل ملاقات جالوت وجحافل جنوده:
(لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده)
فلم ينظر المؤمنون الى القدرة ولا الا الطاقة وكان قولهم كما قال الله تعالى على لسانهم:
(قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله
كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين)
أيضا فى كافة حروب النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين لم يكن للطاقة والقدرة اي اعتبار وناخذ مثلا على ذلك بغزوة الأحزاب “الخندق” والتى وقعت أحداثها فى شهر شوال من العام الخامس للهجرة، وقد تكالبت كافة قوى الشرك والكفر فى عشرة آلاف مقاتل “من فوقكم” يتحالف معهم بنو قريظة “ومن أسفل منكم” ومع هذا لم يعلن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه رضي الله عنهم أنه لا طاقة لنا بهم، ولا قدرة بنا عليهم، بل اعدوا ما استطاعوا لمواجهة قوى الشرك والكفر فكان قول المنافقين والذين فى قلوبهم مرض مثل قول إخوانهم اليوم كما جاء فى سورة الأحزاب على لسانهم:
(وإذ يقول المنافقون والذين فى قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا)
وكان رد المؤمنين الذين لم يكن لموضوع القدرة والطاقه عندهم اي اعتبار لإيمانهم الشديد بأن القدرة والطاقه لله وحده الذي على كل شيء قدير:
(ولما رءا المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسايما).
فكل آيات القرءان عن القتال لم تضع شرط القدرة والطاقة من أجل الدفاع عن النفس وكان قول الله:
(واعدوا لهم ما استطعتم…)
فأين اعتبار القدرة والطاقة تلك التي يتحدث عنها المرجفون؟؛
رابعا: الاستشهاد الباطل.
استشهد البرهاني بقول الله تعالى:
(وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون * وانتظروا إنا منتظرون)
فلا يستقيم تفسير الآية بمثل ما قال البرهاني لأن الله أوجب الجهاد على المسلمين وكتب عليهم القتال بقوله تعالى:
(كتب عليكم القتال وهو كره لكم ….)
وقوله تعالى:
(أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ….) وكل آيات القتال جاءت بالأمر الإلهي بأيات قطعية الدلالة على الأمر بالقتال،
فهل يستقم الانتظار وترك القتال دفاعا عن النفس حتى يحين حينه، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ترك الجهاد ونتائجه الوخيمة والمذلة لتاركين الجهاد، فى العديد مما ثبت صحته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما أن استشهاد البرهاني بما كان من موسى عليه السلام وقومه مع فرعون وجنده فإنه من المعلوم ان النبي لا يقبل على فعل مثل هذا إلا بوحي من الله تعالى، وهذا يعني ان القتال لم يكن قد فرض على بني إسرائيل وهم فى مصر ولم يفرض عليهم الجهاد إلا بعد خروجهم من مصر ولكنهم رفضوا الاستجابه لأمر الله ورسوله وقالوا:
(… ياموسى إنا لن ندخلها ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون)
فاذلهم الله وضربهم بسنوات التيه أربعين سنة يتيهون فى الأرض …
ليه ولماذا وما السبب لأنهم تركوا الجهاد فى سبيل الله وعصوا أمر ربهم ونبيهم.
وختاما:
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تلبية الدعوة للجهاد واجبة فيما رواه البخاري عن عبد الله بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا)
أي إذا طلب منكم الخروج للقتال فاخرجوا.
وفي كلام الله تعالى في القرءان الكريم والصحيح من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن القتال هما الضوابط الشرعية لما يجب أن يكون عليه المسلمون، وما دون القرءان والسنة فلا يعتد به.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى