كتاب وشعراء
الصبر في دمي….بقلم زكريا شيخ أحمد

الصبر في دمي
لم أكن صبوراً…
كنتُ رُمحاً في الهواء، أطعنُ الريح ،
و ألومُها إن لم تتجه نحوي.
كنتُ مندفعاً ، أُرَجِّحُ كفةَ النار على الماء
و أغني للشرارة…
كأن الله لم يزرع فيّ غيرَ العاصفة.
ثم تكسّرتُ…
لا على صخرة ، بل على همسةِ أمّي
حين قالت:
النهر لا يصيح… لكنه يصل.
فهمتُ أن الشجرة لا ترفع صوتها
و أن السُّحب لا تشرح وجعها،
لكنها تنبت الغيم و تمطر.
فبدأت أتعلمُ الصبر، لا كعقوبة ،
بل كحكمة
يرتديها الجبل حين يشيخ.
و أدركتُ أن القلب لا يخسر حين يهدأ
أنما يربح المعنى
و يكسب رنين الوقت في دمه.
الآن…
أُصغي للحجر،
أمشي وراء ظلي
و أهمس لنفسي في المرايا:
النور لا يُدفع …يُنتظر .