رويترز: ترامب اعتمد دبلوماسية غير تقليدية وأثار غضب الجمهوريين وذعر الأوروبيين

كشفت الفوضى السائدة في أروقة السلطة الأمريكية المحيطة بخطة السلام الجديدة في أوكرانيا عن استراتيجية الرئيس دونالد ترامب المحفوفة بالمخاطر وغير المسبوقة.
أفادت بذلك وكالة رويترز، وذكرت أن ترامب راهن على “دبلوماسية غير تقليدية”، مما أدى فعليا إلى تهميش المسؤولين الحكوميين المحترفين وإبعادهم عن حل الصراع العالمي، مكتفيا بالمقربين منه مثل ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر.
وتشير رويترز إلى أن النهج الحالي للبيت الأبيض يتسم بالمجازفة الكبيرة، حيث تُسند الأدوار الرئيسية ليس إلى خبراء وزارة الخارجية، بل إلى أصدقاء الرئيس الشخصيين في قطاع العقارات، مما أثار غضب الجمهوريين وذعر الحلفاء الأوروبيين.

تعترف إدارة ترامب صراحة بأنها تتجاهل عمدا الدبلوماسيين التقليديين، وتعتبرهم غير أكفاء.

ونقلت الوكالة موقف البيت الأبيض: “قال مسؤول أمريكي كبير إن استخدام إدارة ترامب لأشخاص من خارج الإدارة مثل ويتكوف كان ناجحا… في حين أن خبراء السياسة الخارجية في واشنطن لديهم سجل حافل بالفشل”.

وقد تم إعداد هذه “الخطة الصديقة لروسيا”، كما تصفها وكالة رويترز، بعيدا عن واشنطن، خلال اجتماع عقد في أكتوبر في ميامي بين المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس جاريد كوشنر، والمفاوض الروسي كيريل دميترييف.

وبحسب الوكالة، جاءت الوثيقة المكونة من 28 نقطة بمثابة مفاجأة تامة حتى لكبار المسؤولين الأمريكيين: لم يعلم بها العديد من موظفي مجلس الأمن القومي إلا من الإعلام. ​​وبلغ الوضع حدا من العبث اللامعقول: إذ تلقت القائمة بأعمال السفير الأمريكي في كييف، جولي ديفيس، والتي بالكاد علمت بالخطة بنفسها، تعليمات عاجلة لإطلاع وزير الجيش دان دريسكول عليها قبيل اجتماعه مع الأوكرانيين.

وترى الوكالة أن هذا الأسلوب في الحكم بات يُكلف الولايات المتحدة ثمنا سياسيا باهظا. فقد انخفضت شعبية ترامب إلى 38%، وأعلنت حليفته القديمة، مارجوري تايلور غرين، استقالتها الشهر الماضي، متهمة الرئيس بالتخلي عن أجندة “أمريكا أولا”.

لكن رغم ذلك، لقاء ويتكوف الليلي مع الرئيس فلاديمير بوتين في موسكو، بحسب رويترز، “لم يؤد إلى أي اختراقات”، على الرغم من أن واشنطن مقتنعة بأنه في بعض الأحيان، للحصول على ما تريد، تحتاج فقط إلى “قلب طاولة المفاوضات”.