إسهامات القراء

عبد السلام هلال يكتب …..الوثائق الرسمية .

في كثير مما قرأته لهيكل خلال ما يقارب الأربعين عاما ، وهو قليل بالمناسبة فلم يتخطى كتابان أو ثلاثة ومجموعة مقالات متفرقة وبعض لقاءات تليفزيونية ، أسجل هنا بالمناسبة إعجابي الشديد بقدرة هيكل على الحديث المتواصل في نفس الموضوع وبنفس درجة ثقته بنفسه و في كل ما يقوله رغم أنه ينضح كذبا بواحا في غالب أحيانه نظرا لما يحتويه حديثه دائما لكمية من التفاصيل الحياتية التي تحتاج لمعايشة الأحداث على مدار اليوم .
المهم ما علينا من هذه الملاحظة العابرة ،دائما ما يلفت نظري مع موضوع التفاصيل هذه كمية الثقة في الأوراق المتاحة له والتي نسميها نحن العامة مستندات ووثائق رسمية تخص الدولة المصرية أو حتى غيرها من الدول ، وحجم استغرابي أن هيكل ظل جاثما على أنفاس مصر وفي الأهرام وتحدث وكتب آلاف المقالات ولم نلحظ له وجود مستندات حقيقية في كل ما يقول .
السؤال الذي كان دائما يقفز من عقلي إلى الفضاء الخارجي المحيط بي من كل جانب : من أين يحصل هيكل على كل تلك المستندات والوثائق القومية والخاصة بالكثيرين ممن تحدث عنهم في كل وسائل الإعلام ؟
وأيضا لماذا انفتحت مغارة علي بابا المكدسة بهذه الأطنان من المستندات له شخصيا دون غيره ؟
كل هذه المقدمة الطويلة المملة التي كتبتها كانت للسؤال عن أين تقبع المستندات التي من المفروض أن تقول أن الجزر مصرية ؟ وهل هناك أرض أو جزر لها كل هذه المساحة تترك بلا أي مستندات تثبت تبعيتها لأي من البلدان المتنازعة عليها ؟
وهل من المعقول أن تظل مستندات ووثائق مصر الرسمية في منزل عبد الناصر بعد وفاته بستة وأربعين عاما ؟ وهل ليس لدينا مكان نضع فيه وثائق مصر الرسمية حتى نتركها في بيت الرئيس ؟
وماذا عن منازل السادات ومبارك ومرسي وعدلي منصور ألا يحتمل أن يوجد بهم أي مستندات أو وثائق رسمية مصرية ؟
أرجوكم يا من تخرجون هذه الأفلام الهابطة أن تراعوا وجود بعض العقل لدينا ولذا فليس في الإمكان ابتلاع مثل هذه التلفيقات العجيبة .
وقديما قيل : كذبة متقنة خير من ألف حقيقة غير منتظمة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى