منوعات ومجتمع

هنا وفيق تكتب : بازل للأفراد والحكومات .. فلاغنى لك عن الناس ولا الدول عن بعضها أيضا !

مهما كنّا أقوياء .. لن نستطيع حمل حقائب الحياة وحدنا .. نحن بحاجة دائماً لمن يحمل عنّا شيئاً من أيامها .. الروح التي لا ترافقها روح أخرى .. وتخفف عنها آلامها . . تمرض .. فالحياة الاجتماعية هى جانب من جوانب حياة اى انسان لا يمكن تجاهلها ولا تجاوزها فالله تعالى خلق الانسان محباً للاختلاط والتآلف مع غيره من بنى البشر .. فلا يمكن أن يعيش الانسان السوى وحده دون رفيق او انيس خلق الله البشر متفاوتين فى قدراتهم العقلية والبدنية مما يجعلنا فى حاجة لبعضنا البعض .. حتى فى ابسط الاشياء رغيف الخبز .. قبل ان يصل الى مستهلكه على المائدة يمر بمراحل عدة وكل مرحلة تحتاج الى أُناس تقوم بالصناعة والانتاج .. فالانسان يرتبط بغيره من الناس بعلاقات عديدة اجتماعية .. صداقة .. دراسة … وهذه تفرض على الشخص الاختلاط بالآخرين … الانسان لا يستطيع العيش بمفرده ولو فعل ذلك فانه يعيش مثل الكائنات بلا مأوى … فالاب والام فى الاسرة جنبا الى جنب تكامل اجتماعى لكل منهم دور لا ينمو ولا يكتمل الا بالاخر …لنرى اذا تخلى احدهما عن جزء من المهام المنوطة له …. فمثلا تخلى الاب عن دوره فى التربية والاهتمام بالاسرة واكتفى فقط بدور الممول والاهتمام فقط بنفسه ضاربا عرض الحائط اختلت المنظومة ….كذا الام اذا اقتصر دورها فقط على الاطعام والتنظيف واكتفت بذلك ولم تهتم بالتربية الصحيحة والاهتمام بتفاصيل الابناء والزوج اصبح لافرق بينها وبين اى عاملة تأتى الى المنزل للعمل والنظافة وهنا يخرج لنا جيل بلاقيم بلاهوية … علاقة الابوين علاقة منفعة تكاملية من اجل اسرة ناجحة لمجتمع اكمل .. واداء كل لدوره الصحيح مثل اتمام تركيب لوحة البازل ..حتى تنتهى منها لازم وضع كل قطعة فى مكانها السليم. واكثر ما يسعدنى ويسعد اى شخص فى هذا العالم ان يجد انسان بجانبه من يسانده ويساعده ويدفعه الى الإمام ويبث فيه الروح الايجابية ..يكون له سند وضهر يقويه ويشد من ازره ويكون من السهل أن نتبادل الحاجة الى الدعم سوياً، وهذا على المستوى الشخصى ، فما بالك عمن هم فى موقع قيادى بالفعل وعمن يؤثرون فى صناعة المجتمعات، والإرتقاء بحياتها ؟! واهم من يقول اننى استطيع العيش بمفردى ولا احتاج الى اى شخص بجانبى !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى