تقارير وتحقيقات

“داعش” يستخدم أسلحة الحرب العالمية الثانية ويحلم بغزو روما..!

نشرت صحيفة لاستمبا الإيطالية تقريرا قالت فيه
إن “داعش” في مدينة سرت الليبية يعاني من حالة تقهقر، وأصبح يبحث عن أسلحة
مدفونة تحت الأرض منذ الحرب العالمية الثانية لاستعمالها، ولكنه رغم ذلك لا يزال يرفع
شعار التمدد نحو روما.

 

وعرضت الصحيفة، صورة لأحد الجدران في مدينة سرت
كتب عليه أحد مقاتلي التنظيم: “ميناء الدولة الإسلامية البحري، المنطلق إلى روما بإذن
الله”. في تهديد واضح للدولة الإيطالية التي لا تبعد كثيرا عن السواحل الليبية.

 

إلا أن التنظيم في الواقع تكبد هزائم متكررة،
في مواجهة الفصائل الموالية لحكومة الوحدة الوطنية، التي بدأت مؤخرا في دحر مقاتلي
التنظيم موقعا بعد موقع وشارعا بعد شارع، بعد أن اتخذ تنظيم الدولة هذه المدينة معقلا
له منذ يونيو 2015، وأصبحت مركزا لعملياته في شمال أفريقيا.

 

وأكدت الصحيفة أن هذا الشعار تمت كتابته على حائط
مركز المؤتمرات واغادوغو، الذي بني في عهد معمر القذافي، والذي أصبح الآن مركز عمليات
تنظيم الدولة”داعش”، وقد تعرض هذا المركز مؤخرا لعدد كبير من الغارات الأمريكية،
بالتعاون مع القوات الإيطالية وحكومة الوحدة الوطنية بقيادة فايز السراج، ما أدى لتدميره
بشكل شبه كامل ولم تتبقى منه إلا بعض الأعمدة وهياكله الأساسية، ولكن رغم الدمار الذي
طال هذا الموقع بقيت هذه الرسالة صامدة لتلتقطها عدسات الكاميرات، في إشارة واضحة لأحلام
رجال أبو بكر البغدادي، الذين كانوا يطمحون لأن تكون الخطوة المقبلة هي غزو إيطاليا.

 

وأشارت الصحيفة إلى وجود مخاوف كبيرة لدى السلطات
الإيطالية من قيام عدد من مقاتلي تنظيم “داعش”بالهروب عبر البحر، بعد الهزائم
التي منيوا بها، وخاصة بعد اختفاء حوالي 4500 مقاتل وبقاء حوالي 500 منهم فقط، أغلبهم
من بقايا نظام القذافي وبعض التونسيين والسودانيين، فيما يبقى مصير الآخرين مجهولا.

 

وأكدت الصحيفة أن أعلام “داعش” في مدينة
سرت بدأت تتعرض للانتزاع أو الحرق، لتعوضها الأعلام الخضراء والحمراء التي ترمز للثورة
الليبية، فيما تتواصل المعارك اليومية في الشوارع من أجل تطهير المدينة من بقايا التنظيم.

 

كما أكدت الصحيفة أن خفر السواحل الليبيين والقوات
الإيطالية يقومان بمراقبة خليج سرت بشكل مستمر، خوفا من مرور قوارب تحمل مقاتلي “داعش”،
فيما لا يزال البعض منهم يتحصنون داخل المدينة في مواقع مليئة بالألغام والمتفجرات،
وقد نجحوا إلى حد الآن في التحصن وربح الوقت.

 

وذكرت الصحيفة أن هذه المنطقة من الأراضي الليبية
كانت مسرحا لمواجهات خلال الحرب العالمية الثانية، حيث تمركزت فيها فرقة من القوات
المدرعة تسمى “فيلق صبراته”، قبل وصولها لمنطقة العلمين في 1941، وقد دخلت في مواجهة
مع القوات البريطانية، في معارك استعملت فيها أعداد كبيرة من الألغام والمتفجرات الأرضية
من قبل الإيطاليين والألمان والإنجليز على هذه الشواطئ، وخاصة أثناء عملية الانسحاب،
كما تم دفن الكثير منها في رمال الصحراء في مالي، وفي مناطق أخرى مثل الحدود بين العراق
وسوريا.

 

ورجحت الصحيفة وجود حوالي 17 مليون قطعة غير منفجرة
في هذه المناطق أغلبها من صناعة النازيين، واليوم يسعى مقاتلو “داعش” للبحث
عن هذه الأسلحة التي ظلت مدفونة لأكثر من 70 سنة، من أجل تعزيز ترسانتهم وإعادة استعمالها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى