إسهامات القراء

أصيل الصليحي يكتب :لاحيلة لنا من الدمع،

لاحيلة لنا من الدمع، كل شيء فينا باكي. إننا في وسط حرب قذرة، حياة عاقرة، زمان عقيم. كل الأشياء باتت تجسد الخوف!. ياللهلع. نمشي بين جثث الشهداء، بين بقايا الجماجم، بين أصوات المآتم.
إننا بلا مأمن من رصاصة طائشة، أو لغم مزروع، ثم إنا على فزع من قصف الطيران، وضربات المدافع في بيوت مسطحة بالتراب.
ثمة سماسرة حرب، ولصوص ثورات يسرقون عطر أرواحنا، يترصدون ضحكات الأطفال على منحى الطرقات، ثمة ساسة يرتبون لحياتنا مواكب العزاءات، إنهم يحاولون سحب البساط من تحت أقدامنا، يزلزلون الأرض، يدمرون المساكن.
لم يعد هنا مكان للهدوء، الإشتباكات لم تهدأ في أحياء المدينة، أوتشجب في مقاطعات الشوارع، حياة رعب بلا نهاية، وموت معتاد، فلا شيء مستقر سوى المقابر.!
إننا نعيش سطوة ألم، حياتنا سلطة متاعب، إذ نحن بين فكي الحرب، والجوع، نموت جوعاً، في وادٍ غير ذي زرع، نهلك عطشاً في منتصف الصحراء، لاكسرة خبز هنا، ولاقطرة ماء.
هنا حرب عابثة أعاقت كل أحلامنا؛ على اثرها تتساقط أعمارنا كأوراق أشجار الخريف، اخضرار أمانينا عصف بها كف الشتاء، مابقى من خصن يابس جمده الصقيع.!
على أرصفة الحاجة تجهض أحلامنا، الفشل يتناسل من رحم الضياع، نستيقظ كل يوم على ولولة أمعاؤنا التي قطّعها الجوع، مساجد أصبحت مكان أكبر للتسول، الأسواق تغلق أبوابها بوجه الفقراء..
فما الضعيف كالقوي، ولا الفقير كالغني في نظر الأسواق!.
جبهات الموت هي الملجأ في حياة الفقراء لتوفير بضعة ريالات لاتكفي قيمة وجبة عشاء لأطفال أماتهم الجوع، حين الفقراء حولهم الحرب الى وقودا تحتطبهم لطهو طعام المترفين.!
هنا خصاصة وقساوة ظروف لاتشفع بسد رمق طفل جائع أو تقديم لقمة لسائل يتيم فقد والده في الحرب!. حرب لاتستثنى سوى المترفين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى