ثقافة وفنون

شرفـــة عائـــــد …..شعر بسام المسعودي

تظلين علىٰ الشرفة

تنتظرين قادماً من زقاق
عـــودة ،
يدك مركونة علىٰ خدك
خصلات شعرك مهيأة كمرابط
تحزم الريح الفالتة
و العائد لن يأتِ ، تقول لك الأرصفة ،
شرب الرحيل و ما زال مفعوله
مغموس في أغواره ،
يتذكر كم كوب شوق رشفته
شفتيه كلما حل نزيلاً لدى شرفتك ؟ ،
يتذكر إنحياز كتفيك ليديه
تناولين فمه حلوىٰ بيدك
أجادت أصابعك صناعتها ،
و تبحث أنامل يدك الآخرىٰ عن
ضوضاء شعره المتجعد ،
يتذكر كل ذلك وسط زحمة الضجر
أنهك غربته
جعل منه حبيباً ترك دياره
كي يعــود لك
حاملاً أوهام الرضا وهدايا
البلاد الغريبة ..
في الشرفة ترشف
شفتيك صرير الريح
و الغفلة تطعم ذهنك
شروداً ينسيك إياك
متكئة علىٰ بلكونة تخبرك
كم نالت أنفاسك قهر الإنتظار و النفاذ
بلا ملامح حبيب تغسل
تجعدها الكثير ؟ ،
تخبرين أطراف الغروب
عن سقف أحلامك المطلية
بشوقٍ لصباحٍ يأتي وقد عاد
حبيباً قـال لصدرك :-
” تركت فيك نبضي فلا يجهدك
نبضيين و حب “،
إعتادت قدميك جرك إلىٰ الشرفة
كل ساعة تسبق الغروب
تمارسين غواية الإنتظار
و عينيك الغائرتين تحرسان
زقاقاً رحل منه حبيباً
دون نبـــض ،
حتماً سيجره الإختناق
فيعود لك حاملاً هدايا
البلاد الغريبـة
و قلبه مشتاق لنبضيين و حب
مشتاقٌ لإنفــلات
كتفيك علىٰ يديه
ترشفان معاً العودة قبلة
و أنفاسك تغسل ملامحه
جعدتها المسافات و الركض
من زقاق تحرسه عينيك
مذ رحلت منه خطواته الباردة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى