بائع المناديل الاعمى
__________________
يطرقُ بعصاه الاسفلتَ كأبوابٍ لن تفتح ابداً ..
و ينادي
يا ايها الذين يخبأون دموعهم الواضحة
يا ايها العاطلين عن الحقيقةِ ، المسافة بينكم و بيني قطعةٌ بيضاء
مثل خلودٍ تحلمون به دوماً
بيضاءُ تماماً ، كجانبٍ اخرَ لاحلام الطفولة ..
كوجه الحبيبة في الغرفة المظلمة .
خذوها
خذوها
سأقبلُ ان تأخذوها
و ترموا عليّ السذاجة ، الشفقة ، الحيلة ..
و تمسحونَ بها وجعَ العيون
تمسحون بها ، مهنةَ الترقّبِ المرّ ،
و محنة الانكساراتِ الناعمة ..
خذوني بعيداً معها
خذوني في عيونكم ، بعيداً
انا
بائعُ المناديلِ الاعمى
اقفُ تحتَ جسورِ بغداد
احملُ مناديلاً للذينَ سيبكون بعد حين ٍ
و اتعلمُ منها ، محنتي في الرحيل ..