كتاب وشعراء

الهاديات……بقلم صلاح عبد العزيز

لا عجب أن تتساقط من جيبى مصابيح النيون فتنكسر على أرضية يدى التالفة والتى تشبه مصباحا معلقا على سقف من غيم مر وترك بصمته كتاجر خردوات أو مهرب آثار أو مزيف لوحات . لا عجب أن تشتعل فى جيبى شعوبا قصصت أوراقها من جريدة فتناثرت الحروف والتعليقات وأصبحت دبابيس . مازلت أجمعها كل يوم من موائدكِ التى تشبه وطنا ليس له أصابع . وطن بأكمله كان فى جيبى وسقط ولا فائدة من البحث فى الظلمة لذا حاولت أن أدير الضوء فى اتجاهك لكنما انكسرت مصابيح النيون على أرضية يدى التالفة .

الزمن الرملى صار عادتنا غطت رماله المرافئ واشتعل البحر . كثافة الزنك فى الدخان . سقط كوكب . كوكب واحد . سقط فى هواء متجمد . تجمدت الشمس فى الصحراء الباردة .صار الهجير المتجمد كفحم . دماء الهاديات ولحمها على مرأى النسور كحرائق بيروت . أيها الغبيط الذى مال من ثقل . ليتنى ما عقرت بعيرك يا سيدتى . ما مال كوكب ولا انفجرت شمس ولا تقلصت حدائق بعلبك ولا تقطعنا فى الفيافى .

ضائع فى اللانهاية كل سكان الجزيرة . ضائع وضال من يحب الدماء. الهاديات ينظرنك على مرأى البصر شغوفة بمرأى الجنود فى زيهم الغريب . شمس فى لمعان خوذهم والموت فراشة تسبقهم . من أنتم . شعب ضليل كملك ضليل . لحم على مائدة الطغاة . آبار نفط تنتظر الإشعال .

توقع لهذا الطقس أن يسود فى تلك المناخات المنعكسة تظل الشمس موارة فى جهة وبخيلة فى جهة كما أنا وأنتِ كما ساخن وبارد لا يجتمعان وأظل معكِ أدير رحى الحرب وأشعل ثأر القبائل حتى آخر فرد والسيوف كلها علىّ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى