كتاب وشعراء

هنى ضاهر تكتب … ثم إنها خذلت

ثم إنها خُذِلت، وكُسِرت، وجُرِحت، ودُمِّرت… ثم إن أرض عينيها قد تصحّرت… وفؤادها قد تهشّم…
ثم إن الفراق ليس بهيّن على الوفيّة قلوبهم، إن الهجران ليس بجزاء للطاهرِةِ نفوسهم…
شعرَت باليأس لم يكن وحده سبب ذاك، الحياة القاسية لا زالت تمزقنا بأسنانها الحادّة، والوطن العزيز أصبح مقبرةٌ لأحلامنا، المستقبل المجهول قضى على آمالنا لتصبح آلامنا، الوضع المعيشي والاقتصادي استنفذ آخر ذخائر طاقتنا…
في وسط زحام الحياة ومآسيها ،في وسط ركام همومنا وأتراحنا، نجد سعادة روحنا وطمأنينة قلبنا بقرب شخصنا المفضّل بقرب أنيس وجداننا… نحن مجرد كائنات ضعيفة تهرب من مصاعبها لتلجأ إلى الصدر الحنون والحب الدافئ…
أيُعقل أن يحدث فراق بين المحبين؟ من سيهوّن وجع الأيام على أرواحنا!
كمية الأوجاع لم تعد تتسع في قلبها… لقد فاض بالألم من كل شيء… لم يعد هناك من يطمئن عن سلامة روحها… أهلكها الحرمان والشعور بأنها على رفوف النسيان لمن كان لها أنيس الوجدان، ذهب وبالعهد طعن وخان، هشّم كل الأحلام وأخذ الأمان، كسر القلب والوجدان…
كالوطن أنت… مقبرةٌ للأحلام.. لا فرق بينك وبينه… الوطن أيضاً وأد ابنته وحرمها الأمان… كنت السند بعد الخيبة من الوطن… كنت من اعتبرته الوطن… لكن اتضّح لا فرق بين وطن الجسد ووطن الروح…
فليحترق قلبي، وليحترق الوطن، ولتحترق أنتَ!
هنى ضاهر / لبنان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى