كتاب وشعراء

خانةُ الذِكرى .. بقلم / د.عمرو فرج ??

.
وسألتُها ..
وبكُلِّ شوقِ العاشقين ،
هل تذكُرين ؟
إذ اشتهيتُكِ من سنين؟
وأنا الذى ضاعت شكوكي فى الهوى ،
ورفعتُ وجهى كى أُقبِّل خدَّكِ ،
وأغيبَ فى بحرِ اليقين؟

هل تذكرين؟
وأنا الذى مُذ غبتُ عنِّي رَمشَةً،
أكل النوى صبري وحاصرني الأنين….
ورجعتُ نشواناً إليكِ ،
يقودني ظمأُ الهوى ،
وتهزُّني أشجانُ حُبِّي المستكين؟

هل تذكرين؟
لا زلتُ أنتظرُ الجواب ؛
لتمنحي شغفى اللجوء لأرض حُسنكِ ،
ولتمنحي روحى الدخولَ لديكِ دوماً فى زِمام الآمنين.

هل تذكُرين؟
لهيبَ آثار الدموعْ،
أو لهفةً فى الليل مزَّقت الضلوعْ،
إنِّى أتيتُكِ رافعاً كفِّي إليكِ ؛
مُنادياً ،
ومُناجياً ،
وكأنَّ حُبَّكِ لى صليبٌ مُشْرَعٌ؛
وكأنَّني فيِهِ يسوع.

هل تذكُرين؟
أنا قد نسيتُ ملامحي وجهلتُ نفسي،
بعدما سافرتُ عن شبهى الغريب.
أنا قد سئمتُ من الصدودِ،
ومن عَراءِ عواطفي،
ومن الجمودِ،
من الهروب،
وأخافُ من أجلى القريب.
هل تذكرين؟
فأنا الذي قد حنَّ دوماً للهوى ،
أرتجي منكِ القبول،
وإليكِ قد رفع الشكايةَ بانتحاب الصابرين.
وذرفت من دمعي لديكِ كعاشقٍ،
يرجو مُلامسةَ الأصابعِ والجبين.
ويذوبُ تحناناً لرشفةِ قُبْلَةٍ،
فى الصمتِ تختصرُ الحنين.

هل تذكرين؟
قد قُلتِ أنِّي قد نسيتُ العشقَ والعهدَ القديم.
وبأنَّنى أنا قد غدرتُ،
وبأنَّنى لا أملكُ القلب الرحيم .
إنِّى ارتجيتُكِ من إلهي خالصاً ،
وعشقتُكِ؛
بكُلِّ أحلامِ الصغارِ ،
بكلِّ طيشِ الطائشين .
بكُلِّ أنَّاتِ الكبارِ،
بكُلِّ خوفِ الطامعين،
بكُلِّ عُنفِ الساذجين.
_
أوَّ تذكرين ملامحى؟ ،
لمَّا دعوتُكِ للهوى ،
وشحوبُ وجهى ساقني ،
وأصابع التفكير تقطعُ فى دمى حبل الوتين،
قد كُنتِ لاهيةً،
وفى وقتِ الصدودِ هتفتِ بى:
اذهب،
فإنِّي لا أحبُّ ولا أُريد ،
حيران أسندُ نشوتي الحيرى،
بيائسِ لهفتي،
فتجرُّها كَفٌّ ،
تجنَّبَتِ المذلَّةَ عُمْرها ،
وأرى بأنَّكِ تعرفين.
فلا تقولي أنَّنى قد بعتُ عشقكِ للهوى ،
أو للسما ،
أو أنَّني قد سرتُ عنكِ فى طريق الضائعين.
أنا قد نسيتُ ملامحي ،
لكنَّنى ما إن نسيتُ بأنَّ كفَّكِ كفُّ أُمِّي ،
وحبيبتي ،
ملاذ خوفي ،
جنتي؛
واللهُ يدرى بالقلوبِ ،
وهو خيرُ الوارثين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى