كتاب وشعراء

الحبُّ والجلّاد .. بقلم : سابرينا عشوش

………
الحبُّ والجلّاد
يا مجرّاتِ الكون اسمعيني.
يانجومَ السّماءِ ارمُقيني.
أُرسِلُ لكما دعوةً :
لكي تتقاسما هموم العمر عنِّي .
فكم سرى بِدَمِي همِّي ،وكم كنت أكتم حزني ،
بداخل قلبي ،وجوفَ صدري.
وجعٌ ينال حتّى سِنِّي!
يعصرني،
يُشتِّتني،
ويغتالُ أمني .
أيُّها الجَلّاد ماذا فعلتَ بعنقِي ، وأوثار لَحنِي؟!
————————–
إليك جئتُ أُعلِنُ عزاءَ الحُبِّ
و أَدفِنُ كلَّ الوعود
التي تراكمت بعد سَجني
أيُّها الجلّاد:
لقد نسيتُ كلَّ شيءٍ:
قصص العشق والحُبِّ،
ونسيتُ كلمات الغرام
حتى القِصّة ،
وحتى الرّقصة
كلاهما غصةُ عمرٍ _ومع طلقة آخر رصاصة _
من منكم أحدثَ دفني؟!
الجميعُ تكلَّم!!
لا أحدٌ داعبَ عظامه الصَّمت
قالوا ،وصالوا، وجالوا ؛ولكنّهم غالَوْا، وعالوا!!
أيُّها الجلّاد:
إنِّي رفعتُ قلمي ، لِيُحدِثَ فرقًا، لِيُقيمَ ضجَّةً
ليتمّرد،
ليندِّد،
ليُردِّد،
ليستبدَّ،
معي ولي.
أتوهُ في هذا الخرابِ وحدي!
الواقع أصبح أمراً جلل:
الملائكة حزينة،
والشّيطان يستفزُّ،
وحرفيّاً: أصبحَ الحق أخرَسُ
“أُذَكِّرُكَ”وفقط
هنا أقف.
ولا سبيل للنّسيان
فأنتَ أنتَ وحدك نهاية قصة.
وأقولُ يا خوفي:
ستبكي السَّعادة تحت بَراثِن الجهل والكذب،
وأنا سأنتظر ؛ لأشعرَ أنِّي على قيد الحياة؛
إنْ أنتَ اعتقتَ زفرات عنقي الأخيرة !.
أعطني الوقت:
سأصنعُ بعض الصَّبُرةِ حتى أُحافِظ على توازني.
سفينةِ حياتي بعيدة عن التوسُّلات.
وغداً سألقى الحُبِّ يونسني؛
بإحساسٍ ،وأنفاسِ مُختلفينِ،
يرفسان ألمي ،وتزول عنّي نكسةٌ النّعاس،
ولا يبقى إلّا الرُّعاش.
إنّه الفراغ في عقلي! لم أعد أفكِّر بشي
فالأرض تبكي!
دفنتْ ظلالها ،وماتبقَّى من أشلائها،
حينما رفضت أن تأتها الشمس.
أنا لا أستبدلُ البنسات بالمشاعر
ولا أبيعُ قضيتي
لا أخون،
ولا أغشُّ، ولا أغيِّرُ عقارب السّاعة
لتأجيلِ الموعد.
قلبي يتحوَّلُ إلى حجارة!!!
هل الله سيغفر لنا ؛ولوعودنا
لعدم قدرتنا الوصول؛
إلى الهدف الموعود؟!
كلُّ السّياسات أغلقت حدودها
أيُّها الجلّاد:
طفلُ العالم يتيمٌ.!
أودُّ أنْ أُمسكَ بيده؛
ولكنّي أخافُ أن تُقطَعَ يدي
سوفَ أُلقِي الَّلومَ على نفسي
إن لم أفعل لينتهي بي الأمر :
كصرخات الدّيك مع أذانِ الفجر !!!
أعتقدُ أنّه لا أحد يعيش بدون ندم.
حتى وقت أحتمي بالتعويذة عند نهيقٍ ما
فهل تراه بادَ أو هلك؟
نحن عكس التاريخ تماماً.
العقول تأخد قراراتٍ ساخنةٍ ؛والقلبُ يخفقُ
ندم .
نعم:الحياة تموت ، تودِّع الجميع.
سوف يمرُّ الوقتُ أسرع من الأمس؛ بكل فخرٍ، وكرامة
لمن ناضل بكبرياء وعزم.
ولن يودِّعنا
سيبقى معنا وإن رحل.
سوف تغرُبُ الشّمس من جهة الوادي، حيت تُغسَلُ الأكفانُ البيضاءُ من ذعر الإبادة.
سيخرج الجلّاد ،ويخلع قناعه،
تحت رقصة الحرّية.
أيُّها الجلّاد:
أسألك قبل أن تُنفِّذَ ضربك بالسِّياط
على أجسام السَّنابل الشامخة
لماذا وكيف ذبلت الزّهرة الصغيرة بين الصخرتين؟!
لقد كانت جميلة وحيَّة بعيداً عن القسوة والعنف في تلك الغابة.
ولكن مهلاً: بيأتُها اشتعلت نيراناً ولحقت بها!.
لماذا تُفقَدُ حياة البشر هكذا؟
هذا العالم يؤلمني وأنا أستشعره؛
و براءة الكائنات الحيّة تُبكيني .
الجميع في الظّلام، ولكنّي أراهم،
وأرى أرواحهم.
أرواحاً تتصاعد على عمود الأفق
بين البحر والسماء
أيُّها الجلَّاد:
ليس لديّ سوى عيونُ الطفولة.
أجبتُ على مليون سؤال :بملايين التبريرات.
جرحت نفسي ولا يهم لأني فديتُ
الكون بقطعة منّي بشرط : أن نُعيد ما أخذناه اذا كانت أمانة .
حتى الدعاء رفض أنْ يستجيب.
إنَّه لا يصل، فسحائب سوداء؛
أغلقت دهليز أبواب السماء وبعض من العقول.
أيُّها الجلَّاد:
اعلم أنَّ الحياة تُحبُّكَ ثم تنساك!.
نحن، ننزفُ، نتعلّم، ونكبر:
من الطّعن، والغدر.
هنا، لا أحد يحترم أحد
نعم:
إنّه قانون الغابة.!يا لها من حياةٍ مريرة
أتساءلُ: لماذا لا يرحم أحدنا أحد؟
ولا يتبعُ الآخرُ أليست هذه -‘قاعدة الحياة.-
هل علينا أن نُصبح أشخاصاً بلا رحمة :لكي نعيش ونتعايش؟
أين السّلام يا جلّاد الأجسادِ؟
عندما لم يدعونا ولم يخبرونا !!!.
أو على الأقل يحدِّثونا أو يُحذِّرُونا!
أظنُّ أنّنا :جئنا جميعاً للخطابات الزائفة.
والحوارات الباهتة الفارغة بلا جدوى
أيُّها الجلَّاد:
عبثاً القصة ستكون لحظةً قصيرةً في رأيي
مثل الدعاء الأخير الذي تحتسب عليه قبل الموت.
هل يكون مقبولاً!!!
إنّه لا يطلق النار في الهواء هنا
فليس هناك دخان من غير نار
فهناك من يسرق الحياة منّا عمداً أيها الجلاد.
لا أحد يتحرّك أو يُدافع عن الحقْ.
الباطلُ يطرقُ باب السكون!!!.
أتيت لأرفع صوتي : وأحدِثُ فرقًا.
ضجيج حروفي هو من يُقرِّر.
النُّجوم حزينة!
والعتمة تُصِرّ على البقاء!
لا أُريد بعض فُتاتٍ من زاد الشَّفقة .
أيُّها الجلَّاد:
نحن لا نرضى بالظلم و غير سُعداء تحت مخالب التّهديد.
الحُبُّ يرتجفُ هنا!.
والعشق يجفُّ عطشاً
لقد ماتت كلمتي؛ وضاع حقّي مع ضمير وتقاليد العشيرة !.. أظن ذلك ،ولو انه في بعض الظن إثم.
استسمح قرارك ولو مرّة
أعطني الوقت يا سيِّد الزَّمن؛
ويا صاحب القرارت المستعجلة
أجل ولا تعجِّل
وسوف أُفرز كلَّ أوراقي ،وأحسمُ الأمر بثواني .
أيٌّها الجلّاد :
لو كان القانون لا أمان له
سأحاول أن أكونَ أنا القاضي.
لأكسِرَ القلم،
وأُعدِم الانتظار : الذي يرمي عليَّ قسوته.
سأشربُ من نبيد الحياة.
لأثمل حتى أنسى الكتف الجريح.
ايا نُقطة ضعفي أستغيثكِ
لقد وعدتكِ:
أنَّني سأعتني بك طوال حياتي؛
ولن أخونَ وليَّ أمري.
والعمرُ بعون جنود السّماء السّبع:
مديدٌ لك بمئة سنة.
ومُهْرُ وعدِنا يحملنا معاً.
فزمنُ الّلامبالاة: قتل مشاعري،
ودفن معه كلّ أمنيةِ أملِ لغدٍ لن يعود بعد قرار الجلّاد
أيا توأم روحي
سامحني
ولكَ أن تختار.
فأنا لست إلّا نجمةً قُطبيَّةً:
أضرِبُ بعصاي الباطلَ،
وأهشُّ بها على غنمي.
فأنا امرأةٌ
ليَ أنواري القُدسية.
أُقْرِئُ السّلام ،
وأُطعِمُ اليتيم،
وأُصلِّي بالليل ،
والأحياء نيام.

سابرينا عشوش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى