فيس وتويتر

فراج إسماعيل يكتب :أحسد القاضي كريم خان

أحسد القاضي كريم خان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية على شجاعته في طلب إصدار مذكرة اعتقال لنتنياهو وجالانت. هناك صغوط هائلة مورست عليه من الولايات المتحدة وتهديدات من الكونجرس.. وبلغت التهديدات حد التصفية الجسدية لقضاة المحكمة أو اختطافهم، وعلى رأسهم خان.
من الممكن تفهم طلب أوامر اعتقال ضد قادة حماس الثلاثة، أولاً لتمرير أوامر الاعتقال دولياً، وقبولها من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والعواصم الغربية الكبرى النافذة.. وهذا ما حصل بالفعل فيما عدا موقف واشنطن الذي جاء صهيونياً متطرفاً من جانب بايدن.
وقامت الدعوى ضد زعماء حماس على أساس أن هجوم 7 اكتوبر أسفر عن قتلى مدنيين، واختطاف رهائن بينهم مسنون ونساء وأطفال. ولا تستطيع المحكمة تجاهل ذلك في تحقيقاتها وجمع الأدلة والاستماع لشهود النفي والإثبات مع ترسيخ قاعدة “المتهم برئ حتى تثبت إدانته”، فلائحة تأسيسها عام 2002 تهدف بشكل أساسي إلى حماية ملايين النساء والأطفال المعرضين لجرائم الحرب أو الفظائع الإنسانية والانتهاكات الجنسية.
بدون تلك المساواة القانونية في قرار المدعي العام، لم تكن لجنة الخبراء القانونيين وبينهم عضو إسرائيلي من ضحايا المحرقة النازية، ستوافق بالإجماع على تحقيق المدعي العام وتقر بأن طلب أوامر الاعتقال تتفق مع معايير المحكمة الجنائية الدولية.
تحقيقات المدعي العام جمعت أدلة الجرائم المزعومة ضد الأشخاص المشتبه فيهم وحللتها. سيحتجز المتهمون الذين يتم القبض عليهم في مركز الاحتجاز التابع للمحكمة، ويعاملون بأعلى المعايير الدولية لحقوق الإنسان.
هناك دائرة تمهيدية أولى من ثلاثة قضاة وهم رئيسة المحكمة القاضية الرومانية يوليا ماتوك، القاضية المكسيكية ماريا ديل لييرا، وقاضية من بنين هي رين جانسو. لا توجد مهلة محددة لتحسم الدائرة التمهيدية مصير الطلب ، يمكن أن يستغرق ذلك شهرا أو عدة شهور .
وفق ما يتوفر لها من أدلة وحيثيات ستقبل الدائرة طلب المدعي العام او ترفضه وتغلق القضية نهائياً.
لو لم يحقق المدعي العام ويجمع أدلته بخصوص هجوم إسرائيل على القطاع وهجوم حماس على الغلاف، فإنه سيرفض حتماً، ولا عبرة هنا لميزان الضحية والجلاد لأنه يعتمد على قياس سياسي، والمحكمة كما قلت تصدر أحكاماً قضائية وليست سياسية.
يمكن لمن تثبت عليه التهمة في نهاية المحاكمة أن يُغرم أو يأخذ حكما بالحبس 30 عاماً أو مدى الحياة.
ويقضي المحكومون مدة سجنهم في دولة تحددها المحكمة من قائمة الدول التي عبرت للمحكمة عن رغبتها في قبول المحكومين.
علق نتنياهو اليوم الثلاثاء بأنه سيسافر إلى أي دولة ولا يخشى اعتقاله. فعلا يستطيع في المرحلة الحالية لأنه مجرد طلب من المدعي العام، لكنه سيصبح عرضة للاعتقال إذا وافقت المحكمة على الطلب وأصدرت مذكرة اعتقال، إذا سافر لأي دولة من تلك الموقعة على اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية.
ورغم أن الولايات المتحدة ليست من الدول الموقعة، فإن سفر نتنياهو وجالانت إليها سيحرجها دوليا كدولة تزعم احترام القانون الدولي، ومن ثم سينصحان مسبقا بعدم زيارتها إذا صدرت مذكرة الاعتقال.
صدور مذكرة الاعتقال بحقهما فضيحة بالغة الأثر تضر بسمعة إسرائيل عالمياً.
في المقابل لن يضار قائدا ح ما س في غزة اللذان لا يمكنهما السفر أصلا خارج القطاع وإلا تعرضا للاعتقال بدون مذكرة من الجنائية الدولية.
لا يواجه اسماعيل هنية مشكلة إذا قرر الاستقرار في قطر أو السفر لدولة عربية غير موقعة. هو أيضا لن يضار من مذكرة الاعتقال لأنه لا يسافر لدول خارجية بسبب حساسية منصبه في الحركة.
كل التفاعلات:

٢٣

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى