كتاب وشعراء

ندي و الحكيم….قصه قصيره بقلم لمياء موسي

تجمع زوجات الأعمام والجده في بيت أبي يطبخن ويتبادلن أطراف الحديث قريتنا جدا جميلة لأن هذه التجمعات تحدث كثيرا فلا وجود لحدود ولا جدران بيينا وبفضل جدتي الرائعة فكلنا نلتف حولها كما يلتف البردان حول المدفئة
هناك مضيفه كبيره جدا بجوار بيت أبي دائما يجتمع فيها رجال كثيرون يرأسهم أكبرهم سنا وأرشدهم علما وعقلا لحل خلافاتهم فلا وجود للشرطة داخل القري والعرف السائد من العيب الكبير ان تتدخل الشرطة لفض نزاع بين أهل القرية فكلهم كأنهم عائلة واحدة يعرف بعضهم البعض فمشاكلهم تحل بينهم ويقبلون التحكيم في مجلس صلح واذا تدخلت الشرطة فتكون تحت إشراف هذا الحكيم الذي رضوا به أهل النزاع حكم بينهم وهنا بدأت قصة ندي ذات السبعة عشر أعوام مع هذا الحكيم
لا تحب ندي مجالس النساء كثيرا فغالبا تبدأ بالضحك ثم الهمز واللمز وفي كل مرة تنتهي بحالة من الخصام بينهم لأسباب تافهة جدا
تذهب ندي لسماع جلسه التحكيم هذه تقف تحت شباك المضيفة الكبير وتبدأ في سماع كيف تسير الجلسة وكيف يتم الحكم
وفى إحدي المرات بدأ الجلسة بصوته الرخيم الهادئ ببعض أيات من القرآن الكريم ثم تلاها بحديث لرسول الله يحضر الجلسة أكثر من مئة وخمسين رجلا بحضور ضباط الشرطة واضعين مبلغ مالي يدفعه المخطئ
بدأ يتكلم والكل يستمع لكلامه المتزن وبدأ يستمع لأقوال طرفي النزاع لا يستطيع أحد أن يقاطعه إذا تكلم فكأن علي رؤسهم الطير بما فيهم الضباط الحاضرين المجلس لقد أبلي بلاء حسنا بعلمه وفّقه وإقناعه حتي أصدر حكمه ولم يعترض أحد على ما أصدره وأمر بفض المجلس
هرعت ندي سريعا من الباب الخلفى للبيت فوجدت عمها
ندي: عمي أريد أن أري الرجل الذي قاد المجلس اليوم
العم: الشيخ أسماعيل
ندي: إسمه إسماعيل نعم أريد رؤيته يا عمي
العم: ولماذا هو أمام البيت وسط الجمع الغفير من الرجال
ندي: شوف طريقه أكلمه من فضلك
العم : لا تتحركي من مكانك لا اريد مشكله مع ابيكي سأتي به اليكي
سرت ندي بذلك وعندما جاء العم به إذا به رجلا كبيرا أكبر من أبيها يكسو الشعر الأبيض لحيته واضع شال أبيض علي رأسه يعلوه الهيبة والوقار
احتارت ندي بماذا تناديه فقالت له يا جدي لقد سمعت جلستك كلها وكم أعجبت بحديثك وقد أصدرت حكمي يا جدي قبل أن تصدر حكمك وكان مطابقا لما أصدرته
الشيخ إسماعيل: تبسم ما أسمك يا صغيرتي
إسمي ندي
إبنه من موجها كلامه للعم
ابنه أخي الأكبر
ما شاء الله ولماذا وقفتي وسمعتي الجلسة فإنها ساعتين لماذا لم تذهبين مع أخواتك وزوجات أعمامك وجدتك تسامرينهن الحديث
لا احب حديثهم يا جدي
ضحك الشيخ حتي بانت نواجذه وتحبين أحاديث النزاعات
أجابت ندي لا ولكن أحاديثكم فيها شيء من العقل الذي لا أراه في أحاديث زوجات أعمامي
الشيخ وهو يضحك قولي لي بماذا حكمتي يا صغيره
سمعت طرفي النزاع ثم أصدرت حكمي الذي طابق حكمك الذي أصدرته بعدي
أيتها الحكيمة الصغيرة ما شاء الله عليكي في كل إجتماع ما دمتى تسمعين الجلسات سأتي اليكي لأري بماذا حكمتي
ذهب الشيخ إسماعيل وقفزت ندي من الفرحه قال لي الحكيمه الصغيره أسمعته يا عمي أسرعت ندي الي أمها
أمي قال لي الشيخ إسماعيل إنني الحكيمة الصغيرة
الام: بلاش غلبه أدخلي نظفي المطبخ إغسلي الأواني
ضربت ندي بأوامر أمها عرض الحائط وأسرعت وألقت بنفسها في حضن جدتها
جدتي قال لي الحكيمه الصغيرة
ما شاء الله عليكي حبيبتي طول عمري بقول عقلك كبير مثلي وضحكت مع حضن طويل دافئ
خذيني معكى الليله يا جدتي لا أريد البقاء هنا الليله لأستمع لعراك أبي وأمي فأنا سعيده جدا الليله
سأفعل ما بوسعي لكن أمك صعبه المراس
نجحت الجده فى أخذ ندي معها لم تنم ليلتها من الفرحه بالكلمه التي أطلقها عليها الشيخ إسماعيل وأخذت تحدث كل ما تراه بما قاله لها
إجتمع المجلس مره أخرى ووقفت ندي تحت الشباك مجددا تستمع للجلسة حتي انتهت
الشيخ إسماعيل لوالد ندي : نادي لي ابنتك
خير يا شيخ ماذا فعلت هذه الشقيه
دخل والد ندي البيت مذعورا ينادي عليها الشيخ إسماعيل يريدك ماذا فعلتي دائما لا يأتي منك إلا المشاكل
لم تنتبه ندي لما قاله والدها أسرعت الخطي لمقابلة الشيخ إسماعيل
بماذا حكمتي يا صغيرتي هذه المره
جدي هناك شيء حدث بالجلسة لم يعجبني
علامه استغراب علي وجه الشيخ ما هو
جدي لم تعطي الطرف المخطئ وقته الكافي هذه المره أعلم إن كل الأدلة ضده لكن كان يجب ألا تقاطعه ويأخذ وقته في شرح موقفه ربما كان يقول مبرر يخفض قليلا من المبلغ المدفوع من قبله للمجني عليه
صمت دقيقتين الشيخ ثم ابتسم رأيك صائب أيتها الحكيمة الصغيرة
لحظات من الصمت والتفكير ثم أردف يا ندي عندي فكره يا صغيرتي فى نهاية كل جلسة بعد استماعي لطرفي النزاع سأرسل لكى عمك أكتبي
لي فى ورقة ما رأيتيه وملاحظاتك كلها وحكمك وسأقرأ ورقتك قبل أن أصدر حكمي ما رأيك
ضحكت ندي رأيي أنا صحيح ما أسمع يا جدي
نعم جهزي معكي ورقه وقلم إتفقنا
ندي بكل سرور اتفقنا
لم تكن الارض بوسعها تسع فرحه ندي بعرض الشيخ إسماعيل ولم يكن من الممكن مشاركة هذه الفرحة مع أحد غير الجده والعمات فالأب والأم غير مهتمين لهذه الأمور
انعقدت عده جلسات بعدها وكان العم يأتي لأخذ الورقة من ندي ووضعها في يد الشيخ اسماعيل
حتي جاء اليوم الموعود الذي قرر فيه الشيخ اسماعيل أخذ ندي معه داخل المجلس لتجلس بجواره وتشاركه في الحكم وللأسف الشديد أول من عارض رأي الشيخ كان والدها وأعمامها وأولاد عمومتها مجتمعين واتهموا الشيخ بالجنون
العم: كيف يا شيخ تأخذ بنت صغيرة تجلسها في مجلس كله رجال
رد الشيخ هى ستدخل معي وترتدي العباءة والنقاب فأنا أخاف عليها مثلكم ثم إن عقلها الكبير يساوي رجال المجلس مجتمعين وأنا شخصيا أستفاد من مشورتها وهى تقف كل مره من وراء الشباك لتستمع للجلسه
غضب الوالد وقال يا شيخ هذا لا يمكن أن يحدث أبدا ما دمت حيا
الشيخ إسماعيل بشي من الأسي إني لأري دعوي الجاهلية بينكم بعد رسول الله
رضخ الشيخ لضغوط العائلة ووالدها باستحالة دخولها المجلس ليستشيرها الشيخ اسماعيل في الحكم ولكن لكى يطيب خاطرها إتفق معها أن يقرضها كتب من مكتبته الكبيره وعندما تنهي الكتاب سيأتي لها بغيره فرحت ندي بعرضه جدا كانت تلتهم الكتاب خلال عشر ايام ثم يقوم الشيخ إسماعيل بإستبدال الكتاب بكتاب جديد
وفي يوم أنهت الكتاب خلال أسبوع وقررت أن تذهب بنفسها لبيت الشيخ لاستبداله
دقت الباب خرج لها شاب بالعشرينات من عمره ثقل دمه لو وزع علي أمه لكفاها
مرحبا أريد الشيخ إسماعيل
نظره فاحصة ثم مد يده يسلم عليها وقبض عليها ونسي أن يطلق سراحها
جذبت ندي يدها بقوه
هل هناك أحد من قبل قال لكي أنكي جميلة
نعم ولكن ليس بهذه الوقاحه
لماذا غضبتي لم أقل غير الحقيقة ابنه من انتي
أريد الشيخ اسماعيل
إنه جدي سأتيكى به
يا إلهي كيف يكون هذا حفيد هذا الشيخ الجليل الأقدر دائما تلعب معنا ألعاب غريبة
جاء الشيخ وكأنه كان يدري بما جري رفع صوته مطالبا حفيده بالانصراف أعلم أنه أغضبك يا صغيرتي لا تؤاخذيني والده قام بتدليله كثيرا حتى خرج بهذا الخلق أعتذر منكي
لا تعتذر يا جدي
ولأجل لا يتكرر هذا مره اخرى أنا أزور عمتك المريضه كل أسبوعين سأتيكي بالكتاب آلجديد هناك اتفقنا
إتفقنا
ومن سوء حظ ندي إن هذا الحفيد ووالده جاءوا إلى أبيها طالبين خطبتها وكان أول شي قاله أبيه لكي يجعل والد ندي يوافق إنه حفيد الشيخ إسماعيل فهذا هو إنجازه الوحيد في الحياه أغتمت ندي أسبوع كامل لا تري للدنيا طعم منتظره قرار والدها الذي لم يكلف نفسه أن يسألها عن رأيها
وفي ليله بارده ممطره جعلت أهل القريه جميعهم يقبعون فى بيوتهم فلا يجرؤ أحد علي السير في شوارع القرية الطينية اللزجه فالسير في هذا الوضع يحمل خطوره الانزلاق والكسور للأرجل او الأذرع او العمود الفقرى الساعه أوشكت علي التاسعه ليلا الشوارع مظلمه بلا أعمده إضاءة وفجاءه
دق البيت بعصاه بقوه فزعنا جميعا يا تري من يأتينا الان
الأب فزع يفتح الباب: الشيخ اسماعيل خير يا شيخ كيف استطعت السير في هذا الوقت وفي هذه الحالة
الشيخ : ليس مهم جئتك فى أمر هام لا يحتمل التأخير
الاب يرتعد: خير
علمت الان ان ولدي وابنه جاءوا لخطبه ندي
نعم وهذا شرف لنا
انا لا أوافق على هذه الجريمه حفيدي ليس كفؤ لابنتك
ما الذي تقوله يا شيخ
هذه الحقيقة هذا الولد مستهترولا يصلح زوجا لأمثال ابنتك ندي لا بد أن تتزوج من رجل يعرف قدرها فأما أن يأتيها رجلا يستحقها وإلا بقيت بدون زواج أعز وأكرم لها
الوالد: تبقي بدون زواج ما هذا يا شيخ لم يتعبني احد فى بناتي كما أتعبتني هذه البنت
الشيخ: أيها المغفل ابنتك جوهره ثمينه متفرده بشخصيّتها لا يمكن قياسها على باقي بناتك او بنات القريه لا تعطيها لأي طارق يطرق بيتك إلا إذا جاء من يستحقها ولا أري في قريتنا هذه من هو جدير بها فلا تلقى بجوهرتك في الطين ويا ليتها إحدي بناتي أو حفيداتي وهى ما زلت صغيرة وأمامها الجامعه وأنا من سيتولي تزويجها لمن أراه أهل لها وأنا من سيقف بوجهك أفهمت
سكت برهه وأمر الوالد بإحضار المصحف أحضره الوالد وهو يرتعد
ضع يدك علي كتاب الله إذا توفاني الله لا تزوج ندي إلا من رجل هى توافق عليه وتكون مقتنعة تماما لأني أري إنها أرجح عقلا منك ضع يدك أمراً أياه
لم يضع الأب يده طمئن الشيخ اسماعيل ببعض الكلمات حتي هم الشيخ بالانصراف مرسلا لها نظرات حانية يقول فيها لا تقلقي يا صغيرتي ما دمت حيا
رفعت ندي يدها للسماء بالدعاء سأله الله ان يأخذ من عمر أبيها وأمها ويزيد في عمر الشيخ إسماعيل
لم تكن الدنيا تسع فرحه قلبها بوصفه لها بالجوهرة وأزيح جبل الحزن من علي قلبها فقد ذهب خطيب الغفله بلا رجعه
خرج الاب بعد انصراف الشيخ يصب جام غضبه عليها جذبها من شعرها بعد ان لطم خدها أيتها الملعونه لا يأتيني من وراءك إلا المشاكل
ندي محاوله فك يده من شعرها: لماذا لم تضع يدك علي كتاب الله يا أبي
الاب وقد زاد غضبه : والله لازوجك لاي ابله يطرق بابي حتي اخلص منكي
لم تعبأ ندي لكلامه ونظرت اليه نظره كلها تحدي وشموخ حتي صرخ في وجهها اغربي عن وجهى
بعد هذه الواقعه بثمان اشهر رأس الجلسه رجلا آخر غير الشيخ اسماعيل وسمعت الجلسة وكان رجلا ضعيف العلم والفقه ومن الواضح من الجدال الكبير الذي دار بالجلسة انه يميل لاحد أطراف النزاع دون ادله كافيه لم توافق علي ما حكم به كان حكمه ظالما ظلم بين وان لم تكن سيئة الظن فمن الواضح ان هناك طرفا قد اشتري حكمه
صدمت ندي وسالت عمها اين الشيخ اسماعيل قال عمها انه مريض جدا انفطر قلبها عند سماع خبر مرضه
عمى اريد زيارته للاطمئنان عليه
ندي ابيكي منعك من الخروج من البيت إلا باذنه ولن يوافق ان تذهبي معي لبيت الشيخ اسماعيل ارجوكى لا أتحمل غضب والدك
كيف لي ان أطمن عليه يا عمي
سأذهب أنا لزيارته
جاء العم ليخبرها انه بخير لكنها لم تصدق عينيه وذهبت الي طبيب القريه بنفسها لتسأله عن حال الشيخ أجابها الطبيب انه فى أيامه الاخيره كادت ان يغشي عليها وكان الخبر بمثابه جبل وضع علي أكتافها رجعت متثاقلة الخطي الي البيت عازمه على الصيام والقيام لكي يزيد الله فى عمر الشيخ اسماعيل وبعد ثلاث ايام صيام متواصلة وقيام لساعات متأخره من الليل جاء العم واضعا عينه بالأرض قالا لها ان الشيخ إسماعيل يريد رؤيتها فاضت الدموع كلانهار من عينيها أسرعت تسابق خطواتها مع عمها الي بيت الشيخ اسماعيل
دخلت عليه غرفته وهو مسجى علي سريره يصارع الموت انكفأت تنتحب تقبل يده كان متماسكا لم ينزل من عينيه دمعه واحده هدأها بكلماته الرقيقه حتي استوت جالسه على كرسي أمامه
الشيخ: جئت بكى اليوم يا صغيرتي ليكون وجهك الجميل آخر شي أراه فى هذا العالم اسمعي يا ندي الطيبون يا ابنتي يعانون كثيرا في هذه الحياه وهذا قدر الله لهم فقلوبهم التي مثل افئدة الطير لا تتحمل شرور من حولهم عاهدتك قويه شجاعه بمئات الرجال واريدك هكذا دائما وقد جعلت الله عليكي وكيلا وحافظا أقدار الله لا نستطيع فهمها بعقولنا يا ابنتي وما لنا إلا التسليم الكامل لمشيئته خلي بالك من ندي فهى تستحق منكي ذلك
كان يتكلم وقد بللت دموعها وجهها وصدرها ولكنها كانت كلها اذان صاغيه لكلماته
ثم أردف هل تريدين مني شي فكرت ندي وهى تنتحب أريد عصاك يا جدي صمت برهه وسال ولماذا أردفت لانها لا تفارقك أبدا لحظه صمت مصحوبه بالأسي علي وجهه وطلب من حفيدته احضار العصا
طلب العم بالانصراف ماسكا ذراعها يجرها منه حتى خرجوا خارج المنزل وقفت ندي برهه تلقى آخر نظره علي المنزل حتى فتح الشباك فإذا بالشيخ مسنود علي كتفي ولداه ووجهه غارق بالدموع يلوح لها بيده الهزيله كادت ان يغشي عليها حتي جذبها عمها لتسير معه قبضت علي العصا وظل نهر الدموع لم يجف رمقت السماء بنظره متسأله كيف يتحمل قلبي كل هذا الحزن يا ربي تكلم عمها طول الطريق لكنها لم تستمع الي شي فموت الشيخ إسماعيل سيشكل فارق كبير في حياتها فقد كان حصن منيع امام جبروت أبيها وها قد انهار الحصن ولم يعد لها إلا جدتها لكنها لم تكن في قوه وهيبه الشيخ اسماعيل
ظلت ندي في بيت أبيها ثلاث اسابيع بعد موت الشيخ لا تريد اكل اي شي وكان لا يمكن لاي قوه بالعالم فتح فمها ووضع الطعام فيه حتى كادت تهلك ولم يفلح معها طبيب القريه في جعلها تاكل اي شي إلا انه ركب لها بعض المحاليل كي لا تموت أشار علي امها ان تذهب بها لبيت جدتها وعماتها فالقرية كلها تعلم مقدار حب ندي لجدتها وعماتها وان تخرج من هذا البيت وإلا ستهلك خافت الام من الموت الذي يخيم علي ابنتها انتحبت هى واخواتها لأبيها ليسمح لها بالذهاب الي بيت الجده واخيراً وافق بدون ان يكلف نفسه دخول غرفتها خلال ثلاث اسابيع للاطمئنان عليها
ذهبت ندي الي بيت جدتها وظلت منقطعه عن الحياه بكل ما فيها وعن الدراسه إلا انها استعادت حبها مجددا للحياه بفضل جدتها الرائعه وعماتها والأرنبة لولا أرنبتها المفضلة التي تربيها ببيت جدتها
وبعد ثلاث اشهر استطاعت ندي ان تمارس هوايتها المفضله مع عماتها بالجري وسط المزارع الخضراء مع الأرنبة لولا مطاردين الحمام والأوز بالبحيره وضحكاتهم تخترق السحاب
ظلت العصا مصاحبه لندي في كل مكان تذهب اليه فى العالم لمده عشر سنوات متواصلة حتي شاءت الأقدار ان تمنع من صعود العصا داخل حقيبتها الصاعده الي الطائرة وان تظل داخل حقيبه داخل بطن الطائرة توسلت ان تصعد معها لكن لم يستجيبوا ووضعت العصا بعد تغليفها جيدا داخل احدي حقائب سفرها ودعتها وهى تسير أمامها علي السير إلا ان قلبها كان يقول لها انها لن تراها مجددا استقبلت ندي جميع حقائبها إلا الحقيبة الخضراء التي بداخلها العصا وبعد مكوثها ثمان ساعات متواصلة داخل مطار من اكبر مطارات العالم حجما وبعد عمليه بحث متواصلة من موظفى المطار والاتصال بالمطار الذي اقلعت منه الطائرة وبعد ترددها عشر ايام علي المطار يئست من الحصول عليها عرض موظفى المطار مبلغ مالي لقاء الحقيبة الضائعة لكنها رفضت بشده لان اثمن شي كان بالحقيبة هى العصا وهى لا تقدر بثمن
ولم يبقي لها من ذكري الشيخ إسماعيل غير خمس كتب صفراء مكتوب علي إحداهم بخط يده ( الي صغيرتي الجميله الحكيمه اسال الله ان يبارك فيكي ويحفظك) امضاء الشيخ اسماعيل
رحم الله الشيخ إسماعيل وكل مرشد روحى استطاع أناره الطريق والهام وصنع فارق فى حياه من حوله وهو حى وبعد موته ترك ذكري معطره بأريج الزهور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى