أشياء تشبه الفتنه …….. بقلم // أماني الوزير // فلسطين
عن شيء يشبه الفتنة؛
تقول امرأة معجونة بالحزن ،
أنا أيضا مثلك تماما ،
أنام على وسادة واحدة مع رجل يقولون عنه
– زوجي – منذ عقد و عقدتين .
لا تستهويه ذائقتي الكتابية ، يقول بسخرية نازية المعنى ..
تكتبين الأدب بلا أدب وتمارسينه كما قال الكتاب – في السرير –
فأتذكر قول جدتي المأثور ،
” قعدة الخزانة ولا جوازة الندامة ”
لو تعلمين يا جدتي ما حدث لقد حصلت على
” جوازة الندامة ” وتركت الحب للخزانة والمعاطف الطويلة و التنانير .
– زوج الندامة – لا يعترف أني أمتلك من الفراسة ما يجعلني أقرأ ما يجول برأسه دون أن يتحدث
في داخله المعتم
– الكثير من النساء والنزوات والسرائر-
خادمة الجارة العجوز ذات العلكة الوردية ،
رائدة أعمال بتنورة قصيرة ،
بائعة جائلة في إشارات المرور تخبأ حزنها في قماطة رأسها لتحصل على حفنة دنانير و وجبة ،
راقصة رخيصة ونبيذ في حانة ليست بعيدة ،
بائعة هوى بجسد مترهل و أفخاذ منتفخة،
و عاهرة تبيع جسدها لكل عابر على كل شكل ولون و قصة..
أتمتم بصوت مرتفع – يقطع عمرك إلهي –
نرجسي تستهوه – الأجساد فقط – مكشوفة العانة أو مستترة خلف كل الملابس في الخزانات المعطوبة .
عن شيء يشبه الفتنة ؛
الصباحات المهولة التي تأتي فيها – رسائلك باكرا –
تعينني على تلقي رصاصات اليوم بصدر رحب وابتسامة
فوق الشريط القاتم القابع أسفل الشاشة الكبيرة في الصالة
تمر الاخبار على عجل،
أسواق البورصة وارتفاع أسعار السلع ،
أسواق النخاسة و انخفاض أسعار البشر ،
أسواق الحرب و أتحاد الساسة على الشعب و الغلابة الكادحين …
أشرب القهوة وأتمتم – يلعن هالحياة شو بدنا فيها –
أتجهز و أذهب للتسوق كل ما هو بالسوق مصاب بالجنون ،
الباعة ، السلع ، البضاعة في المخازن ، الأرصفة ، الحقائب البلاستيكية و حتى أعمدة الإنارة تارة تمارس مهامها وتارة أخرى عاطلة عن العمل .
في المقهى المجاور تجلس صبية في منتصف عقدها الثالث تغمز بشقاوة لرجل يجلس مع امرأة لا يتحدث إليها ببنت شفه حتما هذه
– زوجته –
قبل أن يكمل فنجان قهوته دفع الحساب وأرسل لها رقم هاتفه مع النادل
مرة آخرى أتمتم بصوت خافتٍ – يقطع عمرك إلهي –
عن شيء يشبه الفتنه ؛
أجلس عارية إلا من نظراتك التي اخبأها في جيوب قلبي
تقفز مع نبضة مسرعة تنساب بروية فوق خصري
تشد الليل من عنقه ..
تضعنا معا في السرير ننام بلا وسائد ،
بلا شراشف ،
بلا ستائر كاشفة للضوء ،
و بلا قيود تكبح جموح – الأحبك –
نمارس فنون الحب بلا أدب ولا تأدب ،
نتعلم معا قانون الطفو الذي تمارسه زنبقة بنفسجية بكل نعومة فوق جسد النهر الذي نتأمله معا فوق سرير من ورد و زنابق و شهوات لم نستحي من كشف سترها أو الحديث عنها ..
أحدثك عن تفاصيل اليوم وعن لعنات النساء وأمنياتهن الكبيرة
– بالعمر المقطوع – لأشباه الرجال .
تسحبنا ” موسيقة التنهيد ” ننسى اليوم وتفاصيله وكل لنعات الحياة ..
تلتف ساقي حول ساقك و كفي يتسلق لبلاب صدرك و أنفي وشفاهي تهمس بدفء كل ما خبأته في جيوب روحي من شعرٍ وقصائد وحكايا
وبين شفتيك يبدأ نفخ الروح في الروح فنبعث من جديد ..
يخبء القمر عينه ويترك ” فينوس ” تقص عليه ما حدث بيننا و بين النهر وزنبقته من
– أشياء تشبه الفتنه –
#Amany_alwazeer