
كشاعرة مجنونة
أجمع الظلال التي تسقط من عيون الغرباء
أخيطها على شكل طيور مهاجرة
أطلقها إلى فضاء لا يحده سوى صوتي
بأطراف أصابعي
أفتش عن شرارة صغيرة في داخلي
تشتعل دون أن تحترق
أعيد ترتيب الرماد في صدري
كي يبدو كلوحة رسمتها طفلة
أرادت أن تلوّن شمسا
فخرجت على هيئة دخان
أحمل الكلمات المهملة
التي سقطت من أفواه المتعبين
أصنع منها شباكا
أصطاد بها عزلة النوافذ في الليالي الباردة
وأعيد توزيعها على الأرصفة
كلّ القصائد الناقصة
التي تخيل الآخرون أنها لن تكتب
كنت أنا من خبّأ سطورها الأخيرة
في جرّة مكسورة داخل قلبي
وللآن
رغم كلّ الحروف التي علّقتها على أعمدة الغيم
لم يلاحظ أحد أنّني نقشت في داخلي
قصيدة
مجنونة وعارية
مرسومة بخطوط حادّة
على قماش أبيض
قالت عنه الأرواح العابرة:
إنّه صدى امرأة
أحبت العالم بوجه مليء بالشقوق
وقلب يسرب ضوءا
كأنه مصباح قديم.