فراج إسماعيل يكتب :مصير اقتراح ترامب تهجير الفلسطينيين
زيارة العاهل الأردني للبيت الأبيض يوم 11 فبراير.. والرئيس المصري يوم 18 فبراير ستحددان مصير اقتراح ترامب تهجير الفلسطينيين من غزة إلى كل مصر والأردن.
ما سيوافق عليه عاهل الأردن سيكون عامل ضغط على القاهرة التي يجب أن تجهز البديل في حالة إصرارها على رفض التهجير.
البديل المصري: إعادة الإعمار في وجود السكان وخلال مدة أقل كثيرا من تلك التي قال مستشار ترامب إنها تستغرق من 10 إلى 15 سنة، وسيكون ذلك بمساعدة الخليج وتركيا.
قد تقترح القاهرة أيضا استقبال المصابين فقط من أهل غزة وعددهم يتجاوز 100 ألف.
هناك سيناريو غير مستبعد في الإعلام الغربي.. سيكون المقصود به استيعاب الرأي العام العربي الرافض لتهجير سكان غزة، وهو القبول به تحت عنوان “رعاية واشنطن لمفاوضات سلام شامل تفضي إلى حل الدولتين” ..وهو أمر لا جديد فيه وظل حبرا على ورق في ظل معارضة إسرائيلية شديدة ومستمرة مع خطط لضم الضفة الغربية أو أجزاء كبيرة منها ، ما يجعل حل الدولتين غير متاح عمليا وهو ما يبدو أن ترامب يسعى إليه من خلال مشروع التهجير.
وقد هجر الاحتلال حتى الآن قسريا 75% من سكان مخيم طولكرم.
ويبرز سيناريو أخير وهو توزيع سكان غزة على عدة دول وليس مصر والأردن فقط.
تحدث ترامب عن هذا السيناريو، وقال في حديثه للصحفيين بحضور نتنياهو (الثلاثاء): “هناك دول أخرى بالإضافة لمصر والأردن تقبل استقبال سكان غزة”، مشيرا إلى أنه يمكن استقبال الفلسطينيين في 5 أو 6 دول أخرى.
أكثر من ذلك، فقد استبعد عودة سكان غزة إلى القطاع بعد تهجيرهم “لا أعتقد أن سكان غزة يجب أن يعودوا إلى القطاع”.. “أن سكان غزة لن يرغبوا بالعودة إلى القطاع”.
وجدد حديثه بأن مصر لن ترفض طلبه لإيواء سكان غزة، وأن عدة دول تواصلت مع واشنطن ورحبت باستقبالهم.
وبما يشير إلى استبعاد حل الدولتين تماما وانتهاء القضية الفلسطينية، اعتبر ترامب التهجير إعادة توطين في الدول التي سيذهبون إليها، وقال إنه سيدعم جهود إعادة توطين الفلسطينيين من غزة بشكل دائم في أماكن يمكنهم العيش فيها دون خوف من العنف.
وأضاف أنه وفريقه يناقشون إمكان إعادة التوطين مع الأردن ومصر ودول أخرى في المنطقة. وقال إنه يود أن يرى اتفاقا “لإعادة توطين الناس بشكل دائم في منازل لطيفة حيث يمكنهم أن يكونوا سعداء ولا يتعرضون لإطلاق النار أو القتل”.
وقبل هذه التصريحات بحضور نتنياهو، قال ترامب في حديثه للصحفيين بالبيت الأبيض إنه يريد أن يرى الأردن ومصر يأخذان فلسطينيين من غزة، وأن المخاطر متعددة في غزة وهي ليست مكانا للعيش.
وأعتبر أن “الفلسطينيين ليس لديهم بديل سوى مغادرة غزة”، مضيفا أنه لا يدعم بالضرورة استيطان الإسرائيليين في القطاع.
في المقابل تحدثت نيويورك تايمز عن 4 سيناريوهات تبدو كلها مستحيلة وتفضي جميعها إلى طريق واحد وهو التهجير..
الأول: بقاء وجود Hماس مع إعادة التعمير بواسطة تركيا ومصر.. وغياب الدول الخليجية التي سترفض المشاركة في التعمير في هذه الحالة. وهذا السيناريو يعني أن إسرائيل قد تهاجم القطاع مستقبلا وتعيد تدميره وتقوم قسرا بتهجير سكانه.
الثاني: أن تدير السلطة الفلسطينية القطاع وهو مرفوض إسرائيليا.
الثالث: أن تتولى قوات دولية إدارة القطاع وهو مرفوض إسرائيليا أيضا.
الرابع: أن يبقى الاحتلال الإسرائيلي داخل القطاع.. وفي هذه الحالة سترفض الدول العربية وتركيا المشاركة في إعادة تعميره.