ندوة دولية حول “دور الترجمة العربية من البنغالية في إثراء الثقافة والحضارة الإنسانية، مع تركيز خاص على كتابات طاغور ونذر الإسلام.

تقرير: د. مخلص الرحمن، كلية هيرالا باكات، نالهاتي، بيربوم
استضافت كلية لالغولا بالتعاون مع كلية هيرالال باكات ندوة دولية لمدة يوم واحد تحت عنوان “دور الترجمة العربية من البنغالية في إثراء الحضارة والثقافة الإنسانية مع تركيز خاص على كتابات طاغور ونذر الإسلام للاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية لعام 2024م، عُقدت الندوة في 27 فبراير 2025، وشهدت حضورًا لافتًا من الأكاديميين والباحثين والمثقفين من أنحاء الهند، بالإضافة إلى مشاركين من دول أخرى عبر الإنترنت، مما أتاح تبادلًا ثقافيًا وفكريًا ثريًا. هدفت الندوة إلى استكشاف تأثير الترجمة العربية في نشر الأدب البنغالي، وخاصة أعمال رابندراناث طاغور والقاضي نذر الإسلام، في العالم العربي. كما سعت إلى تسليط الضوء على أهمية الترجمة في تعزيز التفاهم الثقافي والحوار بين الحضارات.
افتتحت الندوة بجلسة افتتاحية مميزة، بحضورشخصيات بارزة في الأدب العربي. فقد ألقى البروفيسور د. إشارات علي ملا من جامعة كلكتا الكلمة الرئيسية مؤكدًا على أهمية اللغة العربية كلغة حضارة وتواصل ودور الترجمة في بناء الجسور بين الثقافات. كما شارك البروفيسور الدكتور محمد شهيد الإسلام من جامعة داكا عبر الإنترنت، وقدم رؤى ثاقبة حول موضوع الندوة. وتحدث الدكتور نور الإسلام، مدير كلية هيرالال باكات، افتراضيا عن أهمية التفاعل بين اللغتين العربية والبنغالية. ورحب الدكتور تابان بار، مدير كلية لالغولا ومدير الندوة، بالحضور وأشاد بجهود قسم اللغة العربية في تنظيم الندوة وعلى مقدمته رئيس القسم ومدير الندوة د. محمد سعيد الرحمن.
ركزت الندوة محاورها على أعمال شخصيتين بارزتين في الأدب البنغالي—وهما روبندروناث طاغور والقاضي نذر الإسلام— اللذين تجاوزت كتاباتهما الحدود اللغوية والثقافية إذ تمت ترجمة أعمال هذين الشاعرين المعروفين بمبادئهما الإنسانية والوطنية إلى العديد من اللغات، بما في ذلك العربية، مما سمح لفلسفتهما بالوصول إلى جمهور أوسع وأشمل كما سلطت محاور الندوة الضوء على التأثير العميق للترجمات العربية في جعل هذه الأعمال في متناول الجماهير الناطقة بالعربية وتعزيز التفاهم الثقافي المتبادل.
انقسمت الندوة إلى جلستين أكاديميتين؛ الأولى حضورية، والثانية افتراضية، حيث قُدمت عشرات البحوث القيمة التي أبرزت إسهامات الأدب البنغالي في العالم العربي من خلال الترجمة. ركّز بعض الباحثين على النزعة الإنسانية والوطنية في كتابات طاغور ونذر الإسلام، والتي لا تزال تجد صداها عالميًا. كما ناقش آخرون كيف أسهمت الترجمات العربية لأعمالهما في نشر رسائلهما حول الوحدة والحرية والعدالة الاجتماعية. كما تم تحليل رؤية طاغور العالمية للإنسانية والروح الثورية المناهضة للاستعمار لدى نذر الإسلام، مما أضفى أبعادًا جديدة على النقاش.
واختتمت الندوة بجلسة ختامية – حضوريا – مفعمة بالتفاؤل، حيث استلهم المشاركون والمنظمون من النسيج الثقافي الثري الذي كشفته ترجمة روائع الأدب البنغالي إلى العربية كما أكد المشاركون على أهمية استمرار الحوار الثقافي بين اللغتين العربية والبنغالية، وتعزيز جهود الترجمة في هذا المجال. كما تم تقديم مجموعة من التوصيات، من بينها:
• توثيق أبحاث الندوة: نشر البحوث المقدمة في الندوة في شكل كتاب أو مجلة لتعميم الفائدة.
• دعم الدراسات البحثية: تشجيع الباحثين على إجراء دراسات مقارنة بين الأدب البنغالي والعربي، مع تسليط الضوء على القيم المشتركة بين الثقافتين.
• تعزيز مشاريع الترجمة: تشجيع المزيد من المبادرات لترجمة الأدب البنغالي إلى العربية، مع التركيز على الأعمال التي تعكس القيم الإنسانية والفكرية.
• تنظيم المزيد من الندوات والمؤتمرات: عقد فعاليات دورية لمواصلة الحوار حول دور الترجمة في تعزيز التفاهم الثقافي، واستكشاف آفاق جديدة لترجمة الأدب البنغالي إلى العربية
• توسيع نطاق التعاون الأكاديمي: تعزيز التعاون بين الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في الهند والدول العربية لتبادل الخبرات وتطوير مناهج دراسية تعنى بالأدب البنغالي في العالم العربي.
• برامج تعليمية: إدراج الأدب البنغالي المترجم ضمن المناهج الدراسية في أقسام اللغة العربية واللغات الشرقية، لتعريف الطلاب بثراء هذا الأدب وتأثيره في الفكر العالمي.
• تشجيع التفاعل بين الكتّاب والمترجمين: تنظيم لقاءات وورش عمل بين الأدباء البنغاليين والمترجمين العرب لتبادل الرؤى، مما يسهم في تحقيق ترجمة أكثر دقة وإبداعًا.