جمال محمد عرفه يكتب :توضيحات بشأن لهف ترامب 3.8 تريليون (ألف مليار) دولار من دول الخليج:

1- هذه ليست أموال سائلة كما يتصور بعض الناس أي لم يعطوه حقائب دولارات ولكنها استثمارات في أميركا وشراء معدات عسكرية وشراء طائرات مدنية وغيرها لذا أحضر ترامب معه وفد ضخم من مليارديرات رجال الأعمال الأميركان.
2- لن تدفع كل دولة هذه المبالغ الضخمة فورا وحالا لكنها أموال سيتم استثمارها علي سنوات بالتدريج فكل صنادق الثروة الخليجية على بعضها ليس لها بها سوى قرابة 4 تريليونات دولار وغير معقول يفضوها وهي رأس مالهم كده مرة واحدة
3- البعض يتصور أن حكام الخليج هُبل وغرفوا من كيس المال واعطوا ترامب وهذا غير صحيح هم في النهاية فاهمين الدنيا كويس ومعهم مستشارين متخرجين من أعرق الجامعات في العالم وهذه الاستثمارات في شركات وصناعات أمريكية ستعود عليهم بمكاسب مالية أيضا
4- هناك فارق بين هذه الاموال التي تعهدت دول الخليج بها لأمريكا كدولة وما اعطوه أو يعطيه الحكام من هدايا شخصية وحتي هذه الهدايا لا يجوز للرئيس الأمريكي الاحتفاظ بها لو غالية مثل الطائرة التي أهدتها له قطر بـ 400 مليون دولار فهي طائرة رئاسية سيركبها رؤساء أميركا بعده لا ترامب خصيصا .. وحتي حيوان النمر النادر الذي اهدته السعودية لترامب يدخل ضمن هذه الهدايا الحكومية لكن هذا لا يمنع من هدايا عينية مجوهرات مثلا بعلم الحكومة الأمريكية وموافقتها ويكفي ان الدنيا مقلوبة في امريكا علي طائرة قطر ويرون قبولها من دولة أجنبية أمر ينطوي علي مخاطر أمنية
5- يختلف هذا طبعا عن السفة الذي يقوم بها حكام آخرين من توزيع عطايا على بعضهم أو على دول أخري من أموال بلادهم وشعبهم الفقير
6- اذكر هنا واقعة تتعلق بجريدة (الشعب) كبرى صحف المعارضة التي اغلقها مبارك عام 2000 لأنها دافعت عن الذات الإلهية حين نُشرت رواية (وليمة لأعشاب البحر) .. ففي عام 1989 أيام صدام حسين وحين أعلن عن تأسيس حلف عربي يجمع (العراق ومصر والأردن واليمن الشمالي) أهدى صدام حسين كل رؤساء تحرير الصحف المصرية التي غطت الحدث سيارة مرسيدس أحدث طراز واتذكر وقتها أن الأستاذ الراحل الكريم عادل حسين رئيس تحرير الشعب وأمين عام حزب العمل حيئنها رفض السيارة وحين قيل له أن هذا سيسبب أزمة بين مصر والعراق قرر بيعها لصالح الجريدة التي تعاني ماليا للصرف عليها وقت أن كانت مرتباتنا 200 جنية في الشهر.
7- الخلاصة أن هدايا الخليج لترامب والاستثمارات التريليونية ليست كلها عبط واستسلام للبلطجي ترامب فهي أيضا بمقابل وتأثير على سياسة أمريكا في عهده، مل جعل صحف اسرائيل تقول لنتنياهو انه (راحت عليه) وهناك محور خليجي قوى يتشكل بنفوذ المال مؤثر في السياسة الأمريكية مع المحور التركي