أنس دنقل يكتب :عندما يتحدث محمد يونس : في ٢٣ يوليو !!

لم يعد لي اصدقاء أو اقارب أو معارف .. أزورهم و يزوروني ..و احكي معهم .. و أستمع إليهم .. لقد مات البعض ..و تغير ناس كتير منهم . . ولم يعد بيني وبينهم حوارات تدوم لاكثر من دقائق .
المصريون تشرذموا لعشرات المعسكرات .. كل منها .. يتولد عنها فروع أخرى .. بحيث يصعب أن تجد شخصين .. علي راى واحد .. في أكثر من موضوع .
( السلفيون و من خرج من عبائتهم .. اليسار الشيوعي بتنظيماته المختلفة .. الناصريون المتعصبون و المتعاطفون ..الذين يرون ان السادات حكيم عصره اللي ضحك علي بيجن و إستعاد سيناء ..الذين يلطمون امام قبر مبارك و يقولون أسفين يا ريس .. أنصار الملك فؤاد الثاني المطالبون بعودة الملكية .. دراويش المقاومة الفلسطينية المتحمسين لصواريخ إيران و اليمن .. مطبلتية العصر الحديث و إنجازات العاصمة الإدارية و العلمين .. المستفيدين من الإصلاح الإقتصادى من رواد الساحل الشمالي .. المناهضين لتوغل الخلايجة في الإقتصاد المصرى .. الذين يرون أن كامل الوزيرى عبقرى عصره .. من يحلمون بالديموقراطية و الحرية و حقوق الإنسان و الإفراج عن المعتقلين ).
في بلدنا مائة حزب .. كل منها .. يتكون من دستة مستفيدين .. يرقصون في مقراتهم و فردة بيادة فوق رؤوسهم .. و منهم من يغني ويرفع صوته مثل يمامه ليسمعه موزعي الأرزاق .. يطالب .. بإستمرار و دوام العصر السعيد .
لم أنضم في حياتي لحزب أو منظمة حزبية .. رغم إيماني بانه لا خروج من البحيرة الاسنة التي خضنا فيها منذ 73 سنة إلا بعودة الأحزاب الجماهيرية التي تعبر عن أحلام الناس و تعمل علي تحقيقها سياسيا و إقتصاديا .
في بلدنا ..العديد من السلفيين .. حتي لو كانوا لا يعرفون هذا عن أنفسهم .. فسلوكهم ..و فكرهم سلفي .. يخرج من هذه العباءة .. الأخوان ..و الجهاديون .. بكل تصنيفاتهم و الوانهم ..و السادة علماء الأزهر الافاضل ..و رجال وزارة الاوقاف الكرام …
علاقتي شبه مقطوعة مع هذا الفصيل .. لا يعجبهم حديثي ..و لا أستسيغ إسلوبهم في فرض رايهم بواسطة الإستعانه .. بنصوص من الكتب المقدسة ..و رجال العلم القدامي ..
الدين بالنسبة لي علاقة شخصية .. لا تتصل أو تؤثر علي أمور الدنيا خصوصا في زمنا ..و حضراتهم يرون أن الإسلام دنيا و دين ..و اللي مش عاجبه حنطلع عين أهله .. و حنحاصره في كل مكان و نرفع عليه قضايا حسبة ملهاش أول من أخر … هو يعني حيبقي أحسن من فرج فودة و لا القمني .
فسطاط أخر من المصريين أتجنبه .. يحمل لافتة اليسار الشيوعي .. بعض من الذين مارسوا السياسة في شبابهم ضمن الحركة الطلابية ..أو إنضموا إلي دكان من الدكاكين المتعددة التي تدعي أنها شيوعية ..
لقد تناقشت مع عدد من زعمائهم .. فوجدت أنهم يفتقدون للعلم الماركسي ..و لا يفهمون ماهية المادية الجدلية ..و لم يقرا أى منهم كتبها الكلاسيكية .. مثل مقدمة جدل الطبيعة أو أنتي دوهرينج .. و لم يفهموا الفارق بين ستالين و تروتسكي .. أو الماركسيية السوفيتية .. و أختها الصينية …. هؤلاء لم يعلمهم إبراهيم فتحي .. إلا التعصب و الغرور .و لم يستخدمهم الافي الانشطة الميدانية.. و قراءة مجلتهم السرية التي كانت توزع باليد و تحتوى علي ملخصات لوجهة نظر الحزب في قضايا الساعة ..
لقد فقدوا بالنسببة لي أى سبب للتواصل ..و كنت بالنسبة لهم ذلك الثرى الذى يبتزونه عاطفيا بكل الطرق للحصول علي تبرعات إنسانية .
أخوانا الناصريين ..الذين يقولون أنه نبي العصر الحديث .. لا يروا إلا أن في زمنه عمل و عمل و عمل ..و لولا السد لضاعت مصر و لولا التاميم لبقي الأجانب ينحلون وبرنا ..و لولا مجانية التعليم لما أصبحت مهندسا ..
طيب إيه رايكم في المعتقلات و السجون .. ((دول لاعداء الثورة )).. طيب و الهزائم .. ((دى مؤامرة خارجية و المسئول عنها عبد الحكيم )) .. طيب و الديكتاتورية .. ((شعبنا مينفغش معاه ديموقراطية )) ..و هنا أتوقف عن الحوار .. فلا توجد مساحة مشتركة بيننا .. فتفاجاء .. بسيل من المقالات و الصور و الحواديت و القفشات يرسلها (علي القط) ..تمجد في طوطمهم ..أو تمرمط الأرض بالعهد البائد .. مستخدمين كل سخافات الإعلام الناصرى الموجة خلال فترة صعوده .
لم اعد أعمل أو أختلط بالناس أو أقرا الصحف و المجلات و الإعلانات .. أو اشاهد الحوارات و البرامج الموجهه ..و لكن هذا الفيس بوك .. يقذف علي شاطئي الساكن .. عشرات من القضايا .. التي لا تهمني .. خصوصا ما يتصل بقوانين الحكومة وبرلمانها الخصوصي .. أو الكفاح المسلح لتحرير فلسطين من البحر للنهر .. أو أدعية الناس بإنزياح الغمة .. أو مؤامرات أسيادنا لإعادة تقسيم الشرق الأوسط ..
و بصراحة .. لا يهمني كل هذه الدردشات فانا أعلم .. أن هؤلاء المتفلسفون لا حول و لاقوة لهم ..و أن الحديث عندما يمر عليه 24 ساعة .. يصبح مثل العيش البايت .. لا يستثيغه إلا افراد معدودين .
أعيش اليوم .. وقد نجوت من مرض لعين هاجم قولوني .. منتظر ا.. أن يعاود زيارته للرجل المسن معدوم المقاومة ..
أنا لا اخاف منه .. و لا من الألم الذى يتسبب فيه .. و لا من الوحدة التي أعيشها .. لا يقطعها إلا رعاية الزوجة تحكي لي عن أخبار الإبنين ..
و الأخت .. تصف لي الحياة خارج القوقعة ..و كيف يعيش اهلها و جيرانها ..
و صديقة .. قديمة شابة مصرة علي التواصل تكشف لي كيف يعاني الناس في هذا الزمن الرهيب .. و يدبرون حياتهم بأقل الإمكانيات .
أريد أن أتوقف عن الحوار .. مع الفصائل المتضاربة .. و الاشلاء المتناثرة للمثقفين ..و أغلق ملف عبد الناصر خصوصا .. فمهما قيل لي ..و مهما قدم ناسه من أدلة ..و براهين .. لن تغير ما عشته بنفسي و عاينته و تعرفت عليه .. بانه كان زمن بداية الإرهاب و الخوف و الجبن و السقوط و الهزائم .. التى كبرت و نضجت و تفرعت خلال 73 سنة و أظلت كل الأنشطةالتي نزاولها في بلادى . . بما في ذلك الثانوية العامة و إنتخابات البرلمان ..و قوانين الحكومة .. أف