كتاب وشعراء
عِندما كنتُ صغِيرةً…..بقلم فوزيه العكرمي

عِندما كنتُ صغِيرةً
كُنتُ أغارُ من ابْنة الجِيران كانت عيناها واسعتين وشعرها فاحمًا
وكان إسمها أميرة
كنت أحسدها على الاسمِ فقط
ثمّ صرت أحسدها لأنّها ظفرت بالبحّار الوحيد في حيّنا
كانت تبدو لي كسمكة الزّينة محاطة بعناية أهلها
كانت في مثل سنّي
يوم العِيدِ كنتَ تراني مع بشائر الفجر أركض بفستاني الجديد في الحيّ
لا أغسل وجهي ولا أسرّح شعري
ولكن بي ولع بالرّكض في كلّ الاتجاهات
كانت أميرة تطلّ عليّ من شبّاك بيتهم بلباس العيد
أناديها للّعب
فتغلق أمّها النافذة وتنهرني
صارت أميرة أسيرة في أكواريوم باهت اللّون
عنْدما كبرتُ
غابت عنّي ذكرياتي مع أميرة
غابت عنّي حكايتها مع زوجها البحّار
لم أعُدْ أكترِث لأسماكِ الزينة
صرتُ أَلْهُو على عرش مائيّ لا تجْرفه الاشاعات …









