كتاب وشعراء

رسالة من بريد الأزمنة…..بقلم خالد جمال

تَمَاهَى الرَّبُّ حَيْثُ الذَّاتُ تَمْتَزِجُ
وَمَا زَالَتْ بِكَ الأَحْقَابُ تَنْبَلِجُ
فَلَمَّا كُنْتَ غَيْبًا كَانَ رَبُّهُمُ
يُنَادِي نَفْسَهُ لَا أَحَدٌ يَلِجُ
وَلَمَّا كُنْتَ تُوحِي كَانَ وَحْيُهُمُ
أَسِيرًا بَيْنَ عَرْشِ اللهِ يَا مُهَجُ
وَأَوْمَأَ نَفْخَةً لِلْكَوْنِ فَاتَّحَدَتْ
عَوَالِمُهُ وَفِيكَ النُّورُ يَمْتَزِجُ
وَأَوْحَى لِلْمَعَانِي كُنَّ مَسَبحةً
وَكُونِي سُورَةً تَأْوِيلُهَا اللُّجَجُ
تَجَلَّى فِيكَ فَاهْتَزَّتْ فَرَائِصُهَا
وَمَغْشِيًّا عَلَيْهِ الْكَوْنُ يَخْتَلِجُ
وَفَاضَتْ رُوحُهَا النَّجْمَاتُ وَاضْطَرَبَتْ
فَرَحْتَ تَسُوقُهَا وَاللَّيْلُ يَنْبَعِجُ
يُعَرِّجُ فِي دِمَاكَ الرُّوحُ وَالْمَلَكُ
وَكَمْ فِي ذِكْرِكَ الأَضْدَادُ تَبْتَهِجُ
وَأَنْتَ الْمُصْطَفَى وَالْغَيْثُ فِي دَمِكُمْ
سَتُمْطِرُ مِنْ فُؤَادِ الصُّبْحِ يَا وَهَجُ
وَصَارَتْ تَلْهَثُ الأَطْوَادُ مِنْ سَفَرٍ
وَأَنْتَ مُسَافِرٌ وَالرِّيحُ تَنْزَعِجُ
وَكَادَتْ تَسْقُطُ الأَكْوَانُ مِنْ يَدِهِمْ
فَصَارَ الْكَوْنُ فِي عَيْنَيْكَ يَنْدَمِجُ
وَفَزَّ الْفَجْرُ مِنْ شَفَتَيْكَ مُنْذَهِلًا
وَتُشْرِقُ شَمْسُنَا مِنْ فِيكَ يَا حُجَجُ
فَرَاحَتْ تَشْرَبُ الأَشْيَاءُ نَظْرَتَكُمْ
فَأَيْنَعَ فِي لِسَانِ الصُّبْحِ إِذْ لَهِجُ
فَقَامَتْ تَلْطِمُ الأَمْوَاتُ هَامَتَهَا
مُظَاهَرَةً عَلَى الأَحْيَاءِ قَدْ خَرَجُوا
وَهَالَ الْكَوْنَ نَجْمَاتٌ لِيَدْفِنَهُا
سَدِيمٌ قَالَ يَا طهَ أَلَا فَرَجُ
يَحُوكُ الْمَاءُ مِنْ أَمْوَاجِهِ سُفُنًا
فَكُنْتَ سَفِينَةً وَالْمَاءُ مُبْتَهِجُ
يَخِيطُ الْفَجْرُ مِنْ نَجْمَاتِهِ بُرُدًا
لِيَكْسُوَ الأُفْقَ يَا طهَ وَكَمْ نَسَجُوا
لِيَمْلَأَ قَلْبَ هَذَا الصُّبْحِ قَيْحَهُمُ
رَسُولٌ أَفْحَمَ الظُّلْمَاتِ هُمْ وَشَجُوا
وَشَجَّ الرَّعْدُ رَأْسَ اللَّيْلِ فَانْبَجَسَتْ
نَهَارَاتٌ بِهَا الْمُخْتَارُ يَنْدَرِجُ
وَمَا حَزَّتْ رُؤُوسَ الرِّيحِ مَئْذَنَةٌ
وَلَكِنْ أَجْهَضُوا الأَقْمَارَ يَا فَلَجُ
رَسُولَ اللهِ قَدْ قَامَتْ قِيَامَتُنَا
فَأَيْنَ مَفَرُّنَا وَالْخَلْقُ مَا عَرَجُوا
أَرَقْنَا آيَةَ التَّطْهِيرِ نَذْبَحُهَا
هَدَرْنَا سُورَةَ الإِخْلَاصِ يَا وَدَجُ
وَقُمَّنَا نَزْرَعُ الأَزْمَانَ كَمْ عَتَمٍ
فِخَاخًا تَمْلَأُ الْقُرْآنَ يَا سَمِجُ
وَأَحْمَدُ مَا تَزَالُ الرِّيحُ ضَامِرَةً
فَكَمْ مِنْ حِقْدِهَا الأَيَّامُ لَا تَلِجُ
وَقَالُوا تَهْجُرُ الأَنْوَارَ مَا بَصُرُوا
أَرَادُوا يُطْفِئُونَ اللهَ فَاخْتَلَجُوا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى