منوعات و مجتمع

كأس فضي فلسطيني يحمل أقدم تصوير معروف لخلق الكون

كشفت دراسة حديثة أن كأسا فضيا اكتُشف قبل نحو خمسة عقود في الضفة الغربية بفلسطين، يحمل نقوشا تمثل أقدم تصوير معروف لـ”خلق الكون”، شبيها برواية الخلق في “سفر التكوين”.
وهذا الكأس الذي يعرف باسم “كأس عين سامية” ويبلغ ارتفاعه 7.5 سنتيمترات، يعود تاريخه إلى 4300 عام، وهو مزين بنقوش أسطورية لثعابين وكائنات خرافية وآلهة ورموز سماوية، بالإضافة إلى ما يعرف بـ”قارب النور” الغامض.
وبحسب الدراسة التي نشرت في مجلة Ex Oriente Lux، التابعة لجمعية الشرق الأدنى القديم (Ancient Near Eastern Society)، فإن هذا الكأس يمثل أقدم سجل بصري معروف لولادة الكون، متقدما على النص البابلي الحجري “إينوما إليش” بأكثر من ألف عام.
وأوضح دانيال سارلو، المشارك في إعداد الدراسة، أن “الكأس لا يصور صراعا عنيفا بين الآلهة، بل يروي قصة عملية سلمية لتنظيم الكون”، مضيفا أنه “يظهر كيفية ولادة الشمس وطردها للفوضى وتجديدها للعالم”.
ويظهر على أحد جانبي الكأس الذي عثر عليه في مقبرة بجبال يهودا في الضفة الغربية عام 1970، جذع بشري يمسك سعف نخيل ومتصلا بجسمي ثور، يطفو فوق شمس صغيرة ويواجه ثعبانا مخيفا. بينما يصور الجانب الآخر شخصين يحملان جسما هلالي الشكل – يعتقد أنه يمثل الشمس والقمر – وهما يبحران عبر السماء، بينما يرقد الثعبان مهزوما تحت أقدامهما.

ووفقا للدكتور إيبرهارد زانجر، الجيولوجي الأثري السويسري والمؤلف الرئيسي للدراسة، فإن “القارب له وظيفة عملية: إنه مركبة تنقل الأجرام السماوية عبر السماء، وكان يعتقد أن هذا هو التفسير لحركة الشمس والقمر”. وأضاف: “قارب النور هذا يضمن أن القوى والإيقاعات السماوية تعمل بالطريقة التي تعمل بها، بحيث يكون هناك ليل ونهار وفصول السنة ومراحل القمر. ويقدم لنا الكأس هذه الصورة التفصيلية للغاية عما كان يدور في أذهان الناس عام 2300 قبل الميلاد عن شكل الكون قبل الخلق”.

يذكر أن هذه القطعة الأثرية الثمينة كانت معروضة لعقود في متحف إسرائيل، وتقدم شهادة فريدة على التطور الفكري والمعتقدات الكونية في الشرق الأدنى القديم.

المصدر: نيويورك بوست

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى